حرب الأسعار ..!
كل ما يحصل من اجتماعات وجولات ميدانية وتنظيم ضبوط تموينية, وكل ما يصدر من قرارات وتعاميم بما فيها من ترغيب وترهيب, تم اختصارها ببضعة « فيديوهات» مصورة لتجار يعلنون عن بضاعتهم بقصد التسويق, وهؤلاء بأعدادهم القليلة استطاعوا تحريك المياه الراكدة لدى معدومي الدخل فيما يتعلق بالملابس, ولدى التواصل مع هؤلاء الباعة أكدوا أنهم يكتفون بهامش ربح قليل جداً مقابل بيعهم كميات كبيرة من البضائع, علماً وحسب الزبائن أن البضاعة جيدة وتنافس تلك الموجودة في الأسواق, ولكن بأسعار منطقية وتلبي حاجة المواطن الذي صار عاجزاً عن إكساء أطفاله في ظل جنون سعري غير مسبوق, طال الاحتياجات اليومية جميعها للناس, مترافقاً ذلك مع حالة من التنظير والكلام لبعض المسؤولين من دون تقديم أي حلول أو حتى مبررات لما يحدث!!.
هؤلاء الباعة اقترن لديهم القول بالفعل والعمل, وحسب الواقع فإن الناس تصدقهم, ولا تصدق كل ما ينشر على لسان المعنيين لأنه باختصار« المي تكذب الغطاس», والسوق بجنون أسعاره ينسف كل ما يصدر من قرارات لا يتم العمل بها وتطبيقها!!
إذاً هذه الظاهرة بدأت تثير حالة من القلق لدى التجار والباعة الذين يبيعون بأرقام فلكية, بينما لدى المواطن هناك حالة من الارتياح, هذه الظاهرة يمكن أن نطلق عليها حرب الأسعار, والتي تقود إلى التنافس مترافقاً بخفض واضح وكبير للأسعار, وفي هذه الحرب التنافسية الرابح الوحيد هو المواطن, والحكاية برمتها تتلخص بهوامش الربح فقط!!.
بعض الباعة والتجار باتوا يدركون كيف يبيعون وكيف يربحون والأهم كيف يكسبون الزبون, من دون تشكيل لجان أو الإعلان عن اجتماعات ولا حتى تصدير قرارات!!
هم بضعة أفراد نالوا ثقة الناس, فماذا عن مؤسسات ووزارات امتهنت اللعب على الوقت وتمرير الكلمات؟ ويبقى الأمل أن تصل تلك الحرب التنافسية إلى كل احتياجات المواطن.