طرح صهيوني خبيث
كشف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” جياني إنفانتينو نية مبيتة جهنمية.. بل فجّر قنبلة عندما أعلن أن الخطوات تسير في طريقها المخطط والمرسوم للموافقة على أن يجري تنظيم بطولة كأس العالم 2030 بالمشاركة بين «إسرائيل» ومصر والإمارات والسعودية.. وذلك على غرار نسخة 2026 التي من المقرر أن تنظمها ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
وبرر المسؤول الدولي بالقول: (لأن الرياضة يمكن أن تكون جسراً نحو بناء العلاقات والصداقات وكسر الجمود بين “تل أبيب” وشعوب هذه المنطقة المشاركة).
هذه التصريحات النارية لرأس «الفيفا» قطعاً لم تأت عفواً أو مصادفة كما يظن البعض.. ولا مجرد تصريحات لجس النبض، وإنما مدروسة ومخطط لها بشكل ممنهج منذ سنوات، حتى قبل الموافقة على النسخة المقبلة التي تستضيفها قطر في العام 2022.. وتجري هندستها والتحضير لقبولها عبر غرفة عمليات موحدة ومشتركة يشترك فيها السياسي والاقتصادي، وحتى الحرب الناعمة من «المنظمة» وعواصم غربية وازنة، بالتوافق مع بعض المشيخات لطبخ المونديال بنسخته 2030 على نار هادئة، حتى يأتي على طبق من ذهب خدمة للكيان الصهيوني، بل مكافأة له، على قضم ما تبقى من الأرض الفلسطينية وعلى صلفه واحتلاله واستيطانه، وعلى ما يسمى “قانون يهودية الدولة”، ومنع عودة اللاجئين الفلسطينيين، ومحاصرة وقطع الهواء والماء الغذاء وكل شيء عن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» وتهديد الكيان للعرب في الصباح والمساء.
لست بوارد الاستفاضة بتفنيد ما يمكن اعتباره وقاحة إنفانتينو الذي لم يسبقه أحد إلى هذا الطرح الانتحاري الذي يزج “منظمة رياضية” بمآرب سياسية قذرة.!. ولا بكيفية آلية التصويت بين الأعضاء لحسم الأكثرية، ومن ينجح بنيل أعلى الأصوات لاستضافة المونديال المذكور الذي تتنافس عليه دول أوروبية وازنة.. وتملك كل مقومات نجاحه بامتياز.. ولا التشكيك بقدرة الكيان وأساليبه القذرة للوصول إلى مبتغاه بكل الوسائل والطرق غير المشروعة وغير الأخلاقية التي لا تمتّ للرياضة بشيء.. ولا قدرته على تحريك الماكينة الإعلامية الصهيونية التي تنضوي تحت جناح دعايتها أمهات المؤسسات الإعلامية الغربية وحتى الناطقة بالعربية للترويج لهذا الطرح المسموم.
ولكن ما لم يعرفه ويجربه رئيس «الفيفا» رغم قناعته المسبقة بالنجاح في مسعاه مستنداً إلى قوة الدول الضاغطة لتمرير هذه المكيدة بغطاء رياضي، وبمباركة بعض العربان، وبعض المشيخات.. نقول ونحن على يقين إن الشعوب العربية لم ولن تقبل تحت أي ظرف بالتطبيع الرياضي، رغم انطلاق قطار تطبيع بعض العربان مع الكيان الصهيوني منذ ما يزيد على نصف قرن.. ورغم الهرولة غير المبررة.. ورغم المواربة فوق الطاولة، والكثير منه تحت الطاولة، وبعيداً عن عيون الإعلام.. ورغم محاولات البعض من دون حياء أو استحياء محاولات “دمج” هذا الكيان الغاصب المحتل الاستيطاني التوسعي من خلال شماعات سياسية أو تجارية أو علمية أو أكاديمية أو فنية أو رياضية أو…
الشعوب العربية بسوادها الأعظم, رفضت وما تزال كل أوجه وأشكال التطبيع.. لكن على ما يبدو أن رئيس «الفيفا» منفصل عن «المنظمة» وعن الواقع، ولم يقرأ جيداً دلالات انسحاب لاعب الجودو السوداني محمد عبد الرسول في أولمبياد طوكيو 2020 لتجنبه مواجهة لاعب إسرائيلي وتبعه انسحاب لاعب جودو جزائري هو فتحي نورين وهو ذاته من انسحب من بطولة العام 2019 رغم أن التتويج كان حتمياً ومحققاً، ولسان حال اللاعبين يقول: “هذا أقل ما نقدمه لأرواح الشهداء العرب وللقضية الفلسطينية”.
هذه الرسائل المشرفة من لاعبين أبوا أن يلتقوا حتى في المباريات الفردية.. فما بالكم باستضافة مشتركة.. الهدف منها تعويم كيان الاحتلال والتوسع تحت غطاء رياضي..
محاولات “الفيفا” ورئيسها، وزيارة الأخير إلى كيان الاحتلال، ومغازلة بعض العربان بقبول التنظيم على حساب دول أوروبية عريقة؛ لن يلغي الحقيقة الثابتة وهي أن الشعوب العربية من محيطها إلى خليجها.. والكثير الكثير من الدول المتعاطفة مع الحقوق العربية العادلة المحقة ستبقى رافضة للكيان الصهيوني وللتطبيع معه.. والسنين التي تزيد على خمسين خير شاهد على مصير اتفاقيات كامب ديفيد /1979/ وأوسلو1 /1993/ وأوسلو2 /1995/ ووادي عربة /1994/ وفي الوقت ذاته لم ولن تغير من طبع العقرب الصهيوني القائم على اللدغ والتوسع المستمر والاستيطان المستمر.. ولكن الحقّ يُقال: ليس الحق على رئيس «الفيفا» ولا على الكيان الصهيوني الغاصب فهما يعملان لمصلحتهما المبيتة. ولكن المشكلة عند بعض العربان اللاهثين إلى احتضان هذا الكيان والتطبيع معه.