أكد مقال نشره موقع “مون أوف ألاباما” الأمريكي أن الولايات المتحدة، بعد ستة أسابيع فقط من مغادرتها أفغانستان، تريد العودة إليها!
ولفت المقال إلى أن وفداً أمريكياً يضم مسؤولين من وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومجمع المخابرات سيلتقي ممثلين عن “طالبان” في الدوحة قريباً في أول اجتماع مباشر لهم على مستوى رفيع منذ أن سحبت واشنطن قواتها من أفغانستان وسيطرت “طالبان” على البلاد، وذلك وفقاً لما أكده اثنان من كبار المسؤولين بالإدارة الأمريكية لرويترز واللذان أوضحا أن الوفد سيضغط على “طالبان” لضمان استمرار المرور الآمن للمواطنين الأمريكيين وغيرهم من أفغانستان والإفراج عن الأمريكي المخطوف مارك فريريتشز.
ورأى المقال أن وجود مسؤولي المخابرات الأمريكية في الوفد تشير إلى محاولة أمريكية للتوصل إلى اتفاق حول وجود طويل الأجل وكبير الحجم لوكالة المخابرات المركزية في البلاد، وهو وجود يستهدف الصين بالدرجة الأولى وبدرجة أقل روسيا، علماً أن “طالبان” كانت رفضت فيما مضى طلباً كهذا، أو على الأقل قيدته ببعض الشروط القوية التي لم تستوفها الولايات المتحدة.
وقال المقال: وفي حين أنه بإمكان الولايات المتحدة، لتأمين وجود طبيعي لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أفغانستان، إعادة فتح سفارتها هناك كما طلبت منها “طالبان”، فإن هذا شيء تمتنع عن فعله إدارة بايدن لأنه سيمنح “طالبان” الشرعية الدولية وذلك حسب المسؤولين الأمريكيين.
وأشار المقال إلى أن “طالبان” تريد أن تفرج الولايات المتحدة عن الاحتياطيات المجمدة للبنك المركزي الأفغاني وفتح الوصول إليها أمامها، موضحاً أن اللقاء المرتقب سيتضمن مناقشة بعض النقاط المفتوحة فيما يتعلق بالاتفاقية التي توصلت إليها إدارة ترامب السابقة مع “طالبان” في عام ٢٠٢٠.
وأضاف المقال: تدرك “طالبان” أن الولايات المتحدة أسست ورعت تنظيم “داعش” الإرهابي في أفغانستان، كما تشتبه في أن الولايات المتحدة لا تزال تسيطر على التنظيم وأن هجماته الأخيرة في البلاد ليست سوى شكل آخر من أشكال الضغط الأمريكي، بما في ذلك التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجداً في مدينة قندوز شمال شرق أفغانستان والذي نفذه أحد أعضاء التنظيم الأيغور. وفي الواقع، فإن عدم إعادة الرئيس الأمريكي جو بايدن إدارج حركة “تركستان الشرقية” التي تتكون من الإيغور في قائمة الإرهاب الأمريكية والتي كان الرئيس السابق دونالد ترامب رفعها من القائمة يعزز الانطباع بأن الولايات المتحدة تقف وراء هجمات “داعش” وأن هدفها الحقيقي هو الصين.
ووفقاً للمقال، فإن الولايات المتحدة لن تحصل على مبتغاها من “طالبان” التي تعي أن وجود كبير لوكالة المخابرات المركزية في أفغانستان من شأنه أن يعرض حكمها للخطر.
ومن جهة ثانية فإن مواصلة الولايات المتحدة تجميد أموال الحكومة الأفغانية لن يؤدي إلا إلى زيادة حاجة “طالبان” إلى التعامل مع بكين التي على الرغم من امتلاكها مطالب خاصة بها إلا أنها على الأقل لا تتعامل مع الإرهابيين وتلتزم باتفاقياتها.