النهاية.. هل من ذروة؟
تصاعد الخط البياني المتسارع لأسعار السلع على تنوعها لم يهدأ بعد، فيما لا يوجد في الأفق ما يوحي بقرب وصوله إلى الذروة والاستقرار ومن ثم الإيذان ببدء الانحناء العكسي.. بمعنى؛ إن الموعد مع بدء حلحلة الأزمة التي تعصف بالفقراء معيشياً لا يزال مؤجلاً، وهو ما يكرس حالة الإحباط لديهم في ظل دوامة الغلاء الفاحش واستمرار تدحرج الأسعار ككرة الثلج.
الأمر كما هو شاخص للجميع لا يقتصر على سلع غذائية بعينها مثل المستوردة أو المنتجة محلياً كالزيوت والسمون والسكر وغيرها بل لحق بالخضار في عقر دارها.. والتي كانت في سنوات سابقة المسعف لمعيشة الأسرّ وخاصةً خلال موسمها على طول أشهر الصيف لثمنها المعقول، إذ حلّقت هي الأخرى بأسعارها لهذا الموسم بشكل مهول.. ولا أحد يعلم كم ستصبح في مواسم قادمة إذا استمرت الأمور على هذا المنوال.
أيضاً منتجات الثروة الحيوانية لم تستقر عند أي حدّ حتى الآن ولحقت بركب السباق، فأسعار الحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان بارتفاع مستمر، وكذلك البيض واللحوم بأنواعها، حتى بات حضور أي من تلك المواد على موائد الأسرّ «المعثرة» أشبه بالمستحيل.
لم يعد يقتنع المواطن بجدوى أي من الإجراءات المتخذة للنهوض بأي من القطاعات الاقتصادية وخاصة من شاكلة الملتقيات والمؤتمرات، معتبراً إياها بمنزلة منابر لتخميد الأوجاع لا معالجتها والدليل استمرار تردي واقع أي من المجالات التي تتناولها، كما أن الكثيرين يعدون أن الجهات المعنية ليست في حلٍ من تفاقم أسعار المواد الاستهلاكية لقيامها برفع أسعار المحروقات لمختلف القطاعات، ويضاف لها في القطاع الزراعي رفع أسعار الأسمدة والبذار والأعلاف.
ويرى كثيرون في ظل عدم المقدرة على وقف تدحرج كرة ثلج الأسعار ضمن الظروف الراهنة، أنه لا بدّ من النظر الجاد بتخليص الرواتب والأجور من عقدة النهايات الصغرى وإطلاقها لتواكب الأسعار والاحتياجات المعيشية ولو بحدودها الدنيا، وذلك لحين بلوغ ذروة النهاية في ارتفاع الأسعار التي نتمنى ألا يطول انتظارها وخاصةً إذا أحسنّا اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتسريع دوران عجلة الإنتاج ومكافحة الفساد، وأثمرت الجهود التي تبذل لرفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، ولا ضيرَ من وضع المواطن بصورة ما يبشر بانفراجات قريبة على هذا الصعيد لإحياء الأمل لديه.