جرحى الجيش يتجاوزون آلامهم وينجحون بشهادة التعليم الأساسي
بإرادة قوية لإكمال مسيرتهم التعليمية تجاوز أربعة جرحى من أبطال الجيش العربي السوري في محافظة السويداء آلامهم ونجحوا بشهادة التعليم الأساسي لدورة العام الحالي.
الجرحى رأفت الشعراني ويعرب حمشو وإيهاب العزمي وحاتم الحسين الذين تلقوا الدعم من مشروع جريح الوطن للتقدم للامتحانات لم تنل إصاباتهم ومغادرتهم لجبهات القتال من عزيمتهم للتمسك بإرادة الحياة من بوابة العلم وسلاحه لإنارة درب مستقبلهم.
فالجريح رأفت الشعراني رغم سنوات عمره الـ 45 لم تمنعه إصابته وتعرضه لشلل نصفي بعد إصابة في حرستا عام 2017 من متابعة تعليمه والنجاح بمجموع 2467-3100 حيث أعرب لمراسل سانا عن سعادته بما حققه وطموحه للأفضل خلال الفترة القادمة خاصة أن الوطن يكبر بنجاحات أبنائه.
والجريح حاتم الحسين 29 عاماً الذي نال 2448 درجة يقول لـ”سانا”: فرحته لا توصف بأنه عاد للدراسة بعد فترة انقطاع طويلة ووجد نتيجة بالنجاح بما يثبت للعالم بأن الإعاقة بالعقل وليست بالجسد وأنها أعطته قوة لمتابعة تحصيله العلمي إيماناً منه بأن العلم يعزز صمود الوطن وأن التفوق في ميدانه لا يقل أهمية عن قتاله من أجل سورية حيث أن بتر يده اليسرى مع الطلقات في صدره زادته إصراراً على حب الوطن والتمسك به.
«تعبنا ونلنا».. هذا ما قاله الجريح يعرب حمشو الذي يتنقل على كرسيه المتحرك جراء شلل بالأطراف السفلية بعد إصابة بمدينة نوى خلال المواجهات مع الإرهابيين وهو يدين اليوم بنجاحه لأهله خاصة والدته التي رافقته وسهرت معه الليالي وكذلك مشروع جريح الوطن ومحامية شجعته للدراسة أيضاً، مبيناً أن كل درجة من درجاته التي وصلت إلى 2377 تشكل رصاصة بوجه الإرهاب وخطوة للتقدم بشكل أكبر في مسيرة تعليمه حيث يرغب بدراسة الثانوية العامة للفرع العلمي.
أما الجريح إيهاب العزمي الذي فقد بصره نتيجة تفجير بمنطقة خان الشيح لم يفقد بصيرته المتقدة التي أثمرت عن مجموع درجات قدره 2317 ما عزز ثقته بنفسه لمتابعة مشواره وإثبات حضوره الفاعل بالمجتمع موجهاً رسالة لكل جريح أن يمتلك القوة والإرادة لمواصلة مسيرته بالحياة.
ووفقاً لوالدة الجريح يعرب حمشو فإنها تقدمت للامتحان ودرست مع ابنها تشجيعاً له ولزملائه الجرحى ومنهم حاتم الحسين الذي كان يدرس برفقتهم مبينة أنه رغم عدم محالفة الحظ لها بالنجاح إلا أن سعادتها كبيرة بنجاح يعرب وزملائه فيما أبدى والد يعرب «ناهي»فخره بنجاح ابنه وباقي الجرحى كون ذلك يعد تحدياً كما ذكر.
نجاح الجرحى لدورة العام الحالي أعطى دافعاً للجريح شادي البحري للتقدم لامتحانات شهادة التعليم الأساسي للعام القادم كما بين خاصة مع وجود طموح لديه وذلك رغم ظرفه الصحي الناجم عن ست إصابات حرب.
الجرحى الناجحون بشهادة التعليم الأساسي من محافظة السويداء يؤكدون أنهم كما كانوا قبل سنوات في ميدان القتال ضد التنظيمات الإرهابية هم اليوم يحملون رسالة بأن المواطن السوري صامد وقادر أينما وجد على القيام بدوره لبناء الوطن والدفاع عنه بكل عزيمة وإصرار.