الآثار النفسية والاجتماعية على الأبناء بعد انفصال الوالدين

تعاني الكثير من المجتمعات ظاهرة الطلاق، ما يترتب عليها آثاراً سلبية على أفراد الأسرة والمجتمع ولاسيما على الأبناء، حيث يتسبب بالعديد من المشاكل النفسية والانفعالية وتراجع التحصيل الدراسي وسوء الحالة الصحية خاصة إذا كانوا في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
وبحسب الاختصاصية الاجتماعية النفسية باتريسيا هاكوب كورونليان فإنه تنتج عن الطلاق تأثيرات متباينة تختلف من طفلٍ لآخر، حسب طبيعته ونُضجه اعتماداً على عمره، وعلى طريقة انفصال الوالدين ودورهم في زيادة تقبّله لهذا القرار، وشعوره بالارتياح بعده، ومن آثار الطلاق على الأطفال التأثير النفسي والعاطفي، فقد يواجه الأطفال صعوبةً في السيطرة على مشاعرهم وتقبّل قرار الانفصال، فيتأثرون به نفسيّاً وعاطفيا،َ ويشعر الأبناء بالحزن والأسى وعدم تكيّفهم مع انفصال والديهم وابتعاد أحدهم عنهم ، حيث تختلف هذه المشاعر بحسب نُضج وفهم الابن للأمر، فقد يظن الأطفال في سن صغيرة أنهم سبب الانفصال، فيشعرون بالألم والذنب، أما الأبناء الأكبر سناً فتختلف ردود أفعالهم، إذ يشعر البعض بالقلق والاكتئاب، أو كره أحدهم لأنه ترك الآخر، ويشعر بالإجهاد النفسي بسبب التفكير المتكرر والدائم بأسباب انفصال آبائهم وعدم فهمها جيّداً، فقد يظن الأبناء أن والديهما سيتوقفان عن حبهم، وافترقا بالنهايّة، ما يؤثّر في مشاعرهم الداخليّة ويزيد شعورهم بالإحباط والخوف والتوتّر.
وعن التأثيرات الاجتماعية بيّنت الاختصاصية النفسية والاجتماعية بأنها يُمكن أن تظهر على الأطفال من خلال بعض العلامات ومنها:
ضعف قدرة الاتصال لدى الطفل، ويظهر ضعف الاتصال لدى الطفل من خلال عجزه عن التفاعل مع والديه، ومع الأفراد الآخرين المُحيطين به، من أصدقاء وأقارب وجيران بسبب المشاعر السلبيّة التي سيطرت عليه وظلت عالقةً بذاكرته ، والتي يكتسب بعضها من النزاعات والبيئة غير الصحيّة التي كان يعيشها سابقاً، أو الناجمة عن تغّيرات ما بعد الطلاق؛ كارتباطه وتفاعله مع أحد والديه فقط وهو الحاضن والمربي له، وابتعاده عن الآخر وعدم الالتقاء به، أو محادثته لفتراتٍ طويلة ما يجعله يشعر بالاستياء والكره والغضب منه، وفي المقابل يتعلق بالحاضن الذي يعيش معه، ويخشى فقدانه وخسارته لاحقاً، وهناك التأثير على علاقات الطفل المُستقبليّة التي يتأثّر الأطفال داخلياً بالطلاق، وبالتالي يؤثّر ذلك في نشأتهم وعلاقاتهم المُستقبلية مع مرور الوقت فيضطر الأبناء في أحيان كثيرة لترك الدراسة والعمل في سبيل مساعدة الوالد أو الوالدة، أي الحاضن الذي يعيش معه، وهنا تظهر علامات التأخر الدراسي، وهي إحدى أسباب الطلاق، فوجود الأب والأم في المنزل عامل مساعد على تمسك الابن بالمدرسة، أما في حال ترك أحد الطرفين الآخر فهذا سيسهم في تفكك الأسرة واتجاه الأبناء للعمل بعيداً عن رسم مستقبلهم التعليمي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار