مفارقات 2
باغتني اللحام «أبساطور» وقبل أن أكمل سؤالي عن أسعار اللحوم الحمراء وقد علك الجواب علكاً (بربع ورقة) يعني 25 ألف ليرة بعد أن تضخمت الأسعار كما كرشه المتخم الذي ابتلع حنجرته بعد اندماج الكرش بالرقبة.
علماً أن سعر الكغ منه «بعضمه ولحمه» (واقف) على قدميه قد انخفض وسطياً حوالي 3 آلاف، قلت له أليس في ذلك مفارقة عجيبة؟ رد بامتعاض (مافي شي بيطلع وبيرجع ينزل).. واعجبي!!
وكأن السعر (متيس) أكثر من الخرفان والتيوس وطاحش بين الرؤوس وما حدا أحسن من حدا، مادام الفروج طاير بعد التحديثات التي أجراها المربون والمستوردون للأعلاف على هيكله العظمي بتركيب جناحين اصطناعيين وراح يسابق هو الآخر بيضته والمفارقة أن الفروج ينخفض قليلاً ليفسح المجال لبيضته لتحلِّق هي الأخرى بعيداً عن موائد المواطن الغلبان الوحيد العاجز عن اللحاق بكل أنواع اللحوم الحمراء منها والمتعددة الألوان..
وا عجبي!!خصوصاً اذا لم يكن يمتلك حذاء يتمتع بمواصفات موديل سنتو بات سعره يساوي نصف راتب موظف يعمل ثلاثين يوماً في الشهر وإذا ما فكر أن يشتري ( سترة) تستره فالطامة أكبر وإلا ..واعجبي!
ومن المفارقات العجيبة أن الطالب في مدرسة خاصة يكلف سنوياً مليون ليرة بينما في مدارس الدولة بالمجان ومع ذلك لم يعد يعجب الناس التعلم في المدارس العامة ما يعني وجود مشكلة في التعليم العام يستغلها الخاص في استنزاف الكوادر التي تؤهلها الدولة بالمجان ليحظى بها التعليم الخاص على طبق من ذهب.. وملعون أبوك يا زمن كيف كان الناس يتفاخرون بالوظيفة العامة ليتدللوا عليها اليوم في عّز حاجة الدولة لهم لإعمار ما دمره الإرهاب وهو ما يؤكد الحاجة القصوى لإعادة تأهيل وإعمار البشر قبل الحجر.. وا عجبي!!.