عَلِمَ الشهبندر، بطريق المصادفة أو بشكل مباشر- والعلم عند الله – أن أطرافاً حكومية في جمهورية بين قوسين ستقلع مديراً يشتبه بفساده من جذوره ، لأن الفساد صار صفة تلازمه أينما حل وكيفما اتجه إذا ذكر اسمه أو دائرته التي يتولاها على لسان أصدقائه وغيرهم ، فهو حرق كل الطرق التي تؤدي إلى النزاهة.
مغروم بالأصفر وكل الألوان. . إلا الأبيض فهو يرهق أعصابه..!!
كادت المحاولة أن تنجح لولا قيامه بقراءة التعاويذ ومباركة شيوخ الكار «الأتقياء » الذين إذا قالوا فعلوا، وإذا غضبوا « لا حول ولا قوة إلّا بالله »..؟
لأن عاملاً لدى الشهبندر أراد أن يسدي خدماته « مجاناً »، فقام بالاتصال ببعض المرشحين الذين يليق بهم الكرسي الذي سيصبح شاغراً، على نية التوفيق والتوافق حتى لا يشغل بال ووقت الشهبندر، أي كما يقال بالعامية ( أن يجهز له مكونات الطبخة، ليطبخها على نار هادئة حتى لا « تشيط» من شدة الحرارة) .. خاصة في ظل أزمة خانقة من عدم توفر الغاز المنزلي المخصص أصلاً للطبخ ..
ولأن صاحبنا شرير، ويتمتع بعلاقات شريرة أيضاً، ويمتلك كل طرق وأساليب الدهاء، ويمسك بكل الخيوط والخطوط الملتوية التي تثنيه وتبعده عن الاستقامة، أخافَ المرشحين، فقاموا بإعلامه بالطبخة والنار الهادئة التي «أضرمت» لأجله، هنا لبس لحيته وارتدى جلبابه وسعى في مناكبها يتوسل « واسطة» تهتف لأجله، وتزيّن قبح أعماله حتى ينال الرضا من صاحب «التوقيع » الأخضر. . نعم وبالأخضر؟!
ما تسرب يومها، أن الشهبندر غضب غضباً شديداً وأقسم أن يعاقب عامله، أو «يفرك» أذنه ، وهناك من قال إن الشهبندر كان حانقاً جداً لذلك طلب حماراً من دون «بردعة» لكي «يجرّص » عامله في كل الأسواق الفالتة من عقالها بسبب الانشغال عنها .. !!؟