نفاق عالمي!!
أطلق العالم شعاره لاحتفالية يوم البيئة العالمي مركزاً على استعادة النظام البيئي, بمعنى؛ منع الضرر وتغيير عواقبه والانتقال من استغلال الطبيعة إلى علاجها, ولاسيما أن العالم يفقد كل ثلاث ثوانٍ من الغابات ما يعادل ملعب كرة قدم ومنذ قرن مضى.
اليوم يدعو يوم البيئة العالمي لاتخاذ إجراءات عاجلة لإحياء الأنظمة البيئية المتضررة, وهذا لا يشمل الطبيعة وحسب بل الأنظمة التي من صنع الإنسان, مثل المدن والقرى والمزارع, ومن تلك الإجراءات زراعة الأشجار وتخضير المدن والاستثمار في البيئة التي تعد من المشاريع الناجحة.
إلى هنا والكلام جميل.. ولكننا نسأل أين كانت تلك الجهود الدولية عندما كانت النظم البيئية في بلادنا يتم تدميرها وحرقها؟ ولماذا لم نسمع صوتاً واحداً أو حتى بيان تنديد يدعو إلى حماية ما تبقى من طبيعتنا وإرثنا وتنوعنا الحيوي وقد عاث فيه الإرهاب فساداً وتدميراً، أليس ذلك قمة النفاق؟
هذه المعايير المزدوجة لما يسمى المنظمات الدولية المعنية بالبيئة, ألم تهزها أخبار غاباتنا وهي تحترق، ألم تسمع عن محمياتنا التي كنا نباهي بها وقد تعرضت للتخريب والسرقات؟ أم إن الكيل بمكيالين من سمات من ينادون بضرورة الحفاظ على البيئة وفي أي منطقة كانت في العالم؟!
المعلومات المؤكدة لدينا تشير إلى تدهور كبير في مواردنا الطبيعية, والتدمير أدى إلى الإخلال بالتنوع البيئي وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة إرهاب لم يرحم الوطن, وهذا ما يجعلنا نطالب ونحن على أعتاب إعادة الإعمار بضرورة ربط البيئة بالمجتمع ومشاركة الفعاليات الاقتصادية والصناعية بحماية البيئة ورد الاعتبار لها, وهذا لن يكون بالشعارات والكلمات والندوات وإنما من خلال قيام وزارة الإدارة المحلية والتي نسينا أن البيئة تتبع لها, وأنها ضيفة صامتة في مكاتبها باتخاذ إجراءات تعيد الألق لبيئتنا عن طريق مشاريع وتشجير وحملات ميدانية, وإلا فلتعد الوزارة السيادية للبيئة مستقلة عن الإدارة المحلية لربما يعود الاهتمام إليها!!
فالوقوف على الأطلال والتباكي لا يفيد أحداً, ويبقى الأمل بالعمل البيئي الذي نتمنى تحقيقه!!