تخفقُ اليوم صناديق الانتخابات بقلوب ملايين السوريين أياً كان المرشح الذي سيختاره هذا السوري أو ذاك؛ فهو نزل اليوم، أولاً حباً بسورية، واقتناعه بدستور بلاده الذي منحه هذا الحق، ولأن إجراء هذه الانتخابات في موعدها؛ هو انتصار للقانون والإرادة السورية، وتتويج للانتصار على الإرهاب وداعميه بكل أشكال هذا الإرهاب مع تعدد الداعمين، وفي الوقت ذاته نزل الكثير منهم إلى الصناديق ليختار من صمد وحارب، من وقف في الميدان مع جنود سورية البواسل الذين حملوا على عاتقهم تحرير أرضهم من ظلاميين تكفيريين لا هدف لهم سوى القتل والذبح.
في (أرقى) الديمقراطيات في العالم، والتي لديها قوانين ودساتير، تبدأ حملاتهم الانتخابية بالتخوين والشتائم والهجوم أحياناً على أنصار هذا المرشح، أو ذاك، هذه الديمقراطيات (الراقية) تعتمد على شحن الجماهير للنزول إلى الشوارع للتخريب والتكسير والضرب.. شتائم وفضائح، قطع طرقات واستعمال كل وسائل الفوضى.
في الالتزام بالديمقراطية السورية وتطبيقها، شاهدنا الاندفاع الكبير بكثير من الانضباط.. وكيف نزل السوريون إلى صناديق الانتخاب في السفارات السورية في الخارج.. وشاهدنا هذا الالتزام بالقانون والدستور كيف أزعج بعض الأذناب الذين اندفعوا بكل همجية الديمقراطيات الغربية المزيفة، إن كانت مستوردة كما في لبنان، أو «كاذبة» كما في ألمانيا و تركيا…
في ديمقراطيتنا التي نعتز بها، نزلت سورية وعلى مدى أيام، نزلت كلها إلى الشارع لتحيي مهرجانات الفرح.. حيث الهتاف لسورية، والأناشيد أيضاً..
الغناء للتحرير وإعادة الإعمار وبناء الإنسان.. الفرح لإعادة عجلة الإنتاج في الصناعة والسياحة والزراعة، وفي كل الميادين حتى تكتمل أنشودة: أن الأمل هو في العمل.. كل هذا سيملأ قلوب السوريين بالحب والولاء وسيملأ الصناديق أيضاً.