كورونا والأسواق العالمية والربح ..!
توسع انتشار وباء كورونا وتوسعت معه صناعة اللقاحات المضادة له وتنوعت الأصناف المنتجة، وزادت حدة المنافسة والتنافسية بين الشركات ودول العالم لإيجاد أفضل لقاح ممكن، ولكن للأسف ترافق هذا مع دعايات إعلامية وإعلانية غير مسبوقة، وخاصة من قبل شركات الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ولا سيما بعد أن تجاوز عدد جرعات لقاح كورونا التي تم إعطاؤها في العالم أكثر من /500/ مليون شخص، وكل شركة من الشركات المتنافسة كانت بوصلة حركتها الاقتصادية حجز أكبر حصة ممكنة من السوق العالمية ولا سيما بعد الهلع العالمي الكبير الذي سببه وباء كورونا، وبعضها اعتمد على الدعاية السلبي؛ أي الإساءة للشركات المنافسة التي أوجدت لقاحات مناسبة وجيدة مثل لقاح «سبوتنيك الروسي»، الذي تبين وحسب الدراسات الطبية الغربية بأنه أفضل من اللقاحات الغربية، وقد وضعت عدة معايير للتقييم بين اللقاحات المنتجة عالمياً بعد استخدامها ومن أهمها (التورم – التعب الجسدي – الحمى– الصداع – آلام الجسم– الحساسية – آلام النخاع الشوكي– جلطات دموية – ألم عضلات ..إلخ) وخاصة في الأيام الثلاثة الأولى بعد التطعيم، وأمام فشل الدول الغربية في الوصول إلى دواء مناسب فقد اختلفوا حول اللقاحات المستخدمة وخاصة بين دول الاتحاد الأوروبي المؤلف من /27/ دولة، واكتفت مفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسل بإعطاء النصائح والأماني وتركت حرية اعتماد أي لقاح لكل دولة على حدة ، وتزايدت حدة الصراعات بعد زيادة الخلافات حول لقاح «استرازينيكا» البريطاني والذي سبب تداعيات سلبية كبيرة من حدوث تخثرات في الدم وحالات نزيف وألم، ما دفع السويد إلى توقيف استخدامه ولاسيما بعد وفاة سبعة أشخاص في بريطانيا تلقوا هذا اللقاح، كما نصحت لجنة التطعيم الدائمة في ألمانيا باستخدام هذا اللقاح فقط للأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن /65/ سنة ، كما انضمت كلّ من ( بريطانيا وهولندا وبلغاريا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وسلوفينيا ولوكسمبورغ وألمانيا والدانمارك والنرويج والنمسا وأيسلندا) إلى منع أو التقليل من استخدام لقاح استرازينيكا ، كما أعلنت إندونيسيا تحريم استخدامه لأن بعض مكوناته مأخوذة من الخنزير، وأمام اشتداد المنافسة قامت منظمات صحية عالمية للمقارنة بين ثمانية لقاحات لكورونا من حيث الآثار الجانبية وتم إصداره من قبل الجامعة الأميركية في بيروت، وتم اعتماد /33/ مؤشراً على أعراض اللقاح المستخدم واللقاحات هي « استرازينيكا أكسفورد – فازر بوينتيك – مودرنا – سنوفاك – سبوتنيك الروسي – كانسينو بيولوج يكس – سين وفارم –جونسون اند جونسون» ، وخاصة بعد أن أثبت لقاح (سبوتنيك Sputnik) الروسي نجاحاً كبيراً، ما زاد الطلب عليه وتجاوز عدد الدول المستخدمة له أكثر من خمسين دولة ، ومع هذا النجاح زادت الدعايات السلبية ضد هذا اللقاح ولاسيما بعد أن أكدت الكثير من المراكز البحثية العالمية بأن هذا اللقاح أفضل من اللقاحات الغربية، إذ إنه لا يترك آثاراً جانبية سلبية كتلك التي تركتها الأدوية الغربية من الصداع والتعب وألم العضلات، فمثلاً أكد /69%/ من المشاركين في تجارب لقاح مودرنا و/63%/ من المشاركين في تجارب لقاح فازر عن تعرضهم لحالة من التعب ، كما كان الصداع أكثر شيوعاً من التعب بين المشاركين في تجارب لقاح (جونسون اند جونسون) حيث عبر /39%/ عن شعورهم بالصداع، فهل سنشهد معارك تنافسية قادمة في المجال الطبي ولاسيما بعد أن سقط احتكار التفوق الغربي لهذا القطاع كما سقط عن غيره من القطاعات الأخرى ، وحالياً نشهد زيادة دور روسيا وغيرها مثل الصين وإيران في مجال صناعة الأدوية، فهل سنشهد زيادة حدة التنافسية الدولية في مجال المنتجات الطبية ، أم ستعتمد الدول الغربية على تفضيل مؤشر الربح على حساب الإنسانية من خلال التحكم بالإنتاج أو إساءة النوعية لتحقيق أكبر ربح ممكن؟ ، وبالتالي سنجد صراعاً بين الإنسانية والتوحش تجسده الرأسمالية المتوحشة، وكما قال كارل ماركس:« الربح يجعل رأس المال جريئاً ، أما بربح /10%/ فسيكون رأس المال مستعداً للعمل في أي مكان ، وبربح /20%/ تثير فيه الحماس ، وبربح /50%/ يصبح مغامراً وبربح /100%/ يصبح مستعداً أن يدوس على كل القوانين الإنسانية، وبربح /300%/ لن يكون هناك جريمة إلا ويكون مستعداً لارتكابها حتى لو كان هناك احتمال أن يشنق بسببها! .