«سياسة عنف مجردة تماماً من الإنسانية وهدفها إرضاء إسرائيل» هكذا وصف الكاتب الأمريكي باتريك لورنس سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه سورية لما تحمله من أوجه الشبه ذاتها من نهج عدائي ونيّات سيئة مع ما سبقها من إدارات تعاقبت على البيت الأبيض.
و استعرض الكاتب لورنس في مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرتش» الكندي مفاصل الحرب الإرهابية التي بدأتها الولايات المتحدة على سورية قبل أكثر من عشرة أعوام وتساءل عن الشرور التي تحملها سياسة بايدن المستقبلية إزاء سورية قائلاً “هل سيتخلى بايدن والمسؤولون في إدارته عن المؤامرة التي بدأ بتنفيذها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ضد سورية قبل أكثر من عشر سنوات رغم فشلها الذريع أم إنه سيعاود ضخ الدعم الأمريكي بكل أشكاله للإرهابيين… وماذا عن حقول النفط التي احتلتها القوات الأمريكية بشكل غير شرعي والنفط الذي تقوم بسرقته من هذه الحقول بكل وقاحة… وماذا عن الإجراءات القسرية الإجرامية ضد الشعب السوري التي تضاعفت عبر السنوات وازدادت قسوتها منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش…”.
وعدّ لورنس أن الإجابة عن هذه الأسئلة اتضحت مسبقاً في العدوان الذي شنته الولايات المتحدة على مناطق في دير الزور في شباط الماضي والذي تزامن مع محادثات سرية بين كبار المسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية وإدارة بايدن حول عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران مشيراً إلى أن هذه المحادثات أكدت ما هو واضح أصلاً وهو أن الإدارة الحالية في البيت الأبيض كسابقاتها لن تتجرأ على اتخاذ أي خطوة إزاء إيران دون الحصول على الضوء الأخضر من (اسرائيل) وكذلك هو الحال بالنسبة لسورية.
لورنس أكد أن التاريخ وأحداثه يظهر أن هدف «اسرائيل» كان وما زال زعزعة الاستقرار في سورية التي ترفض إملاءات الكيان الصهيوني ولذلك فإن الأخير يواصل شن العدوان تلو العدوان على الأراضي السورية.
ويتابع لورنس: إنه “مع كل هذه الوقائع فاننا نستطيع بكل ثقة أن نخلص الى نتيجة مفادها بأن إدارة بايدن لا تملك أي سياسة محددة تجاه سورية كما هو الحال بالنسبة لإيران فهي تطيع أوامر إسرائيل فحسب” لافتاً إلى نفاق المسؤولين الأمريكيين حول ما يجري في سورية بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي تباكى على السوريين في تغريدة على موقع تويتر الأسبوع الماضي بقوله..”عندما أفكر بمعاناة الشعب السوري بمن فيهم الأطفال افكر بأطفالي أنا… فكيف لنا أن نقف دون مساعدتهم…”.
وأمام هذا النفاق الصارخ من قبل مسؤول رفيع المستوى في إدارة مارقة تستهدف بعقوباتها السوريين ولقمة عيشهم وصف لورنس وزير الخارجية الأمريكي بأنه “منفصل عن الواقع ولديه علاقة مضطربة مع الحقيقة”.
الرد على تباكي بلينكن ونفاقه جاء أيضاً على لسان الصحفي الأمريكي ماكس بلومنتيل الذي وجه إلى وزير الخارجية الأمريكي تغريدة قال فيها.. “هل لك أن تقوم بتجويع أطفالك وتحرمهم من الدواء عبر فرض العقوبات عليهم وأن تسرق ممتلكاتهم تحت تهديد السلاح… لو كنت تعامل أطفالك بالطريقة التي تعامل فيها السوريين لكنت الآن ملقى في السجن”.
وتساءل لورنس كذلك عن الدافع وراء اهتمام بلينكن الاستعراضي بما سماه (الإنسانية) وهو الذي يتبع لإدارة لا يعير أي مسؤول فيها أي اهتمام لما يعانيه السوريون من جراء الإجراءات الأمريكية القسرية مرجحاً أن يكون أحد الأسباب هو محاولة بلينكن تحضير تبريرات يلقيها على مسامع الأمريكيين قبل البدء بجولة جديدة من الاعتداءات على سورية لترضي واشنطن بها (اسرائيل) والتأكيد لحلفاء واشنطن في المؤامرة على سورية بأنهم سيفلتون من العقاب.
وأشار لورنس أيضاً إلى دور وسائل الإعلام الأمريكية الرئيس والداعم لما تحوكه واشنطن من مؤامرات ضد سورية وأحدث مثال على ذلك مقابلة أجرتها شبكة (بي بي اس) الأمريكية مع متزعم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي ابو محمد الجولاني ومحاولات تلميع صورته وطمس الجرائم الإرهابية التي ارتكبها في محاولة لإعادة توظيفه في مهمة أخرى تخدم المخططات الأمريكية في سورية.
«سانا»