اللقاح الروسي.. نكاف سياسي

يحصد اللقاح الروسي “سبوتنيكV” المزيد من النجاح، كما يستقطب المزيد من المؤيدين والدلائل التي تؤكد حصد روسيا للنقاط في هذه المعركة، التي لما وجدت موسكو نفسها وسطها سعت بكل قوة لوضع منتجها العلمي في خدمة الإنسانية.

الهجمات الممنهجة من سياسيين وأحزاب وحكومات غربية معروفة بعدائها الإيديولوجي لروسيا، ضد “سبوتنيكV”، جعل من “كوفيد19” ساحة لمعارك من هذا النوع الذي يكشف النيات المبيتة المسكونة بهواجس الحرب الباردة، التي لا يزال الغرب مسكوناً بها، ويعد العدة لحرب يشعل معاركها باستمرار وأحياناً بالنيابة، في مرحلة ظن الكثيرون أن صفحتها قد طويت مع الإعلان عن تفكك الاتحاد السوفييتي.

نقل الغرب للصراع إلى ساحة الصحة الإنسانية، بعد محاولات خرق سيادة الدول من خلال منظمات ادعت حقوق الإنسان وثبت ارتباطها بالاستخبارات الغربية، يؤكد فشل الغرب بجانبين، الأول: في السباق نحو لقاح يوضع في خدمة الإنسانية، والثاني: عدم قدرته على التخلص من نرجسية تقدمه العلمي رغم وضوح الصورة، والاعتراف بالسبق الروسي.

الأكثر أهمية بالنسبة لدول العالم سحب اللقاح الروسي بساط الضغوط السياسية والسمسرة بحياة الإنسانية، من تحت أقدام الغرب ورأسماليته المتوحشة، وربما هذا هو السبب الأهم في الهجمات الغربية على “سبوتنيكV”.

الحكومات الأوروبية أمام موجة جديدة من الوباء المتحور، وأمام عجز تظهره وسائل إعلامها من خلال القرارات المرتبكة التي تتمحور حول إغلاق أو لا إغلاق أو إغلاق جزئي، ورغم محدودية جدوى اللقاحات المتعددة التي أنتجتها الشركات الأوروبية ومضاعفاتها وتفوق اللقاح الروسي، إلا أن النرجسية الغربية لا تزال تمانع استجرار “سبوتنيكV”، لأمور تتعلق بالسياسة والاعتراف بما تقدمه روسيا للعالم، وموسكو بغنى عن هذا الاعتراف.

وضع الحكومات الغربية لحياة الملايين بميزان السياسة جريمة لا تغتفر، وقد بدأت أصوات أوروبية منفردة بتظهير هذه الحقيقة، التي تعترف بالمنتج العلمي الروسي وتطالب باحترامه.

لسنا بصدد التفريق بين الخير والشر، لكن “كوفيد19” أظهر وأكد وقائع تجري على الساحة الدولية، لا تزال تجري بعقلية مريضة عفا عليها الزمن، ودائماً الضحايا هم البشر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار