جعجعة بلا «تزييت» ..!
النواقص في السلع وبعض المواد الأساسية يستعاض عنها بتوريد مثيلات لها من الأسواق الأخرى, أو يتم البحث وبسرعة لاستدراك النواقص أياً كانت, وهذا من البدهيات وما تعمل عليه الإدارات التي تمسك ملفات كهذه , فكيف إذا كانت المادة الناقصة في الأسواق المحلية كمادة الزيت النباتي, ومقدار النقص الكبير في إنتاجها محلياً, وقصور كل المحاولات لتلافي حالة العوز الكبير الذي وقعت فيه الجهات المعنية لتأمين كميات تخفف من وجع السوق ونقص المادة فيه بسبب الإجراءات القسرية أحادية الجانب والحصار الغربي على سورية, ما رتب أسعاراً جنونية على المستهلك .. !
الفشل سيد الموقف أمام جهات التدخل الإيجابي وعدم إتمام صفقات عقود الزيت منذ فترة ليست بالقريبة , ما حصل عليه المواطن وعود وجعجعة بلا «تزييت», والمنتج محلياً يكاد يكون بالقطارة .. معامل خرجت من الإنتاج من ويلات الحرب اللعينة على سورية, ناهيك بالحصار الاقتصادي الجائر الذي باتت آثاره الكارثية تظهر في معاناة المواطن المعيشية مع التذبذبات الحاصلة في أسعار الصرف, كل ذلك ترك معاناة قاسية تجاه تأمين ليتر زيت للمواطن, فأي محاولة ميتة مسبقاً أمام عدم السماح باستيراد مادة الزيت بكل جزئياتها وتفاصيلها.. ألا تشفع الحصرية والحمائية لتوريد كميات من قبل تجار أو ممن يستطيع ذلك فعلاً ..؟
الزيت مادة ضرورية تزامن فقدها في وقت ازدادت أسعار كل الزيوت والسمون أضعافاً مضاعفة, وزيت الزيتون أصابه ما أصاب بقية السلع والمواد من ارتفاعات سعرية حادة جداً, والمواطن حسب الدراسات يحتاج مابين اثنين إلى ثلاثة ليترات من الزيت شهرياً, واليوم لم يعد يحصل طوال أشهر على أي قطرة كانت, فما الخيار والعمل إذاً ..؟
النقص في هذه المادة الضرورية, شأنها شأن بقية المواد, يحتاج وقفة ونقاشاً وقرارات جريئة تريح المستهلك وتخفف من فاتورة الشراء نوعاً ما, ذلك خيرٌ من التلطّي وراء حمائية لم تعد تنفع في وقت تغيرت فيه الأحوال كثيراً .. !