هروب نحو الهاوية..

أيام قليلة -تعد على الأصابع- وتنطلق الانتخابات في الكيان الصهيوني؛ انتخابات بلا شك سوف تحسم مصير رئيس وزراء كيان الاحتلال الصهيوني، فإذا فاز فيها بالتنسيق مع حلفاء، على شاكلته ويتفقون مع برنامجه، وتالياً آلت السيطرة إليه، فسوف يسعى في هذه الدورة كما رشح عنه لتمرير “قانون” جديد مفصل على مقاس رغباته بخصوص التهم التي تلاحقه، إما لتبرئته أو على الأقل تأجيل النظر فيها مرة أخرى؛ جرياً على عادته بالهروب إلى الأمام، عبر الدعوة لانتخابات مبكرة، على أمل أن تسقط التهم بتقادم الزمن، أو بموته.. أما في حال لم يفز بالانتخابات بالأكثرية، وتالياً اضطر إلى حكومة ليس له الأكثرية فيها، فسوف تتسارع إجراءات محاكمته على تهم مؤكدة حول الفساد وتلقي رُشا في أكثر من مناسبة؛ عندها سيكون مصيره السجن.

في الحقيقة، نتنياهو ليس الأول، الذي يواجه المصير نفسه أي السجن، ولن يكون الأخير في حكومات العدو الصهيوني، فقد سبقه بالمصير نفسه منذ سنوات إيهود أولمرت الذي حوكم هو الآخر بتهم الفساد والرشوة، وهذا ليس بجديد، فهذا الكيان القائم أصلاً على الاحتلال والاستيطان والقتل، يسير متزعموه وفق نهج ينظم داخلياً وخارجياً لا يحتكم إلا ما تمليه الطموحات ونزعات السيطرة، وهذا خير دليل على أن هذا الكيان ما هو إلى مجموعة مافيات، وتحالفات تزاوج بين السياسة والمال والسيطرة، لا يلتزم متزعمو هذا التحالف المافيوي “بقوانين” داخلية، وطالما هم هكذا ولا ينفذون قرارات الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن التي لا تعد ولا تحصى بحق الكيان الإسرائيلي، وهذا لم يكن، لولا الدعم المطلق من جانب الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وغض الطرف عن سلوكيات هذا الكيان المحتل من دول غربية كبيرة، لأنه بلا شك يخدم أهدافها وسياساتها العدوانية والتوسعية، والسيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية للتحكم بخيراتها وممراتها وثرواتها.. ولكن رغم كل الدعم المطلق من الولايات المتحدة والدول الغربية، وتهافت بعض العربان والمشيخات للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب، إلا أن الداعمين كلهم لم يستطيعوا حتى الساعة تسويق هذا الكيان أو إدماجه، لأن الشعوب العربية ترفضه بالمطلق، ولا يمكن تحت أي مسمى أن تقبل وجوده وتتقبله طال الزمن أم قصر.

فهذا الكيان قام ولا يزال على حساب الحقوق العربية المشروعة والثابتة وهو إلى اليوم ماض في عدوانيته واستيطانه وتهويده للأراضي والمقدسات العربية ليس هذا فحسب بل لازال يرفع على مدخل الكنيست «حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل»..

رغم كل هذه الحقائق، وإعلان المخططات وعدم تخبئتها، فإن البعض يسارع للارتماء في أحضان هذا الكيان ضارباً عرض الحائط بكل التضحيات والدماء العربية.

العتب على بعض المشيخات التي تتهافت للارتماء بحضن «إسرائيل»، دون أدنى مقابل بل بالمجان، وهي البعيدة، مادياً، وجغرافياً، ولم تقدم شهيداً واحداً.. وهذه خيانة للمقدسات العربية والإسلامية، ولدماء الشهداء التي قدمتها المقاومة العربية، على مدار سنوات للمحافظة على الحقوق العربية وكرامة الأمة العربية.

ورغم كل هذا المشهد السوداوي فإن المقاومة العربية التي ترفع لواء المواجهة مع العدو الإسرائيلي وداعميه وإرهابييه، مستمرة في النهج نفسه ولن تدخر جهداً في مواجهة هذا ولن تهون ولن تستريح حتى تحرر كامل الأراضي المحتلة، وإفشال كل خطط الكيان الصهيوني المعلنة والمستترة -وهذا قدرها الذي لا تحيد عنه- بدءاً من التطبيع وصولاً إلى ما يسمى “صفقة القرن”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار