رد الحصار والعدوان

تجتهد الحكومة لتحسين مستوى معيشة المواطنين وللتخفيف عنهم من الآثار السلبية للحرب الإرهابية على سورية، قدر الإمكان، عبر صرف منح مالية متكررة بمقدار راتب شهر كامل لكل عامل وعاملة في القطاعين العام والمشترك، إضافة إلى زيادة التعويضات الممنوحة على الرواتب والأجور ومضاعفة الحوافز لعمال الإنتاج والخدمات، وتوزيع مواد غذائية مدعومة بموجب بطاقة إلكترونية، وإصدار قوانين تسمح للمصارف بمنح قروض ميسرة السداد وبلا فوائد ولا ضمانات لذوي الدخل المحدود ومعدومي الدخل تتيح لهم استثمارها في إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر توفر لهم مداخيل مالية كافية لعائلاتهم، فضلاً عن تقديم الدعم للأسر المحتاجة من خلال صناديق اجتماعية متنوعة تمنح قروضاً تنموية ميسرة وتوزع منحاً زراعية للقاطنين في الأرياف من أجل التوسع في الزراعات المنزلية.
في المقابل تقوم الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية بتشديد الحصار الاقتصادي الظالم وفرض إجراءات قسرية أحادية الجانب على الشعب السوري من أجل زيادة معاناته من حرب شرسة شُنت عليه منذ نحو عشر سنوات من قبل الدول ذاتها التي تحاصره اليوم مستخدمة أدوات مختلفة من تنظيمات إرهابية «داعش» و«جبهة النصرة» ومرتزقة وميليشيات «قسد»، ولم تكتفِ تلك الدول بذلك، بل قامت باحتلال أراض سورية وسرقة مواردها من قمح وشعير وقطن ونفط وتهريبها إلى خارج سورية واستخدام أموالها في دعم مرتزقتها والتنظيمات الإرهابية للاستثمار فيها أطول مدة ممكنة ضد الشعب السوري.
ولم تكتفِ أيضاً تلك الدول الغربية بتشديد الحصار الاقتصادي على الشعب السوري، بل انتقلت إلى مرحلة أكثر عدوانية تتمثل بمنعه من استيراد المواد الغذائية والدوائية والنفطية وتصنيع أدوات تتلاعب بسعر الصرف ليكون ذريعة لدى ضعاف النفوس من بائعين وتجار من أجل رفع الأسعار وتالياً إضعاف القدرة الشرائية للمواطنين.
وفوق هذا وذاك استخدمت تلك الدول المعادية أساليب التضليل الإعلامي بأبشع أوجهه لتزوير الحقائق عن أسباب معاناة السوريين وفبركة برامج وتقارير وصور وفيديوهات مغايرة تماماً للواقع من أجل الاستمرار في التدخل في شؤوننا الداخلية ومواصلة احتلال أراضينا ونهب مصادر رزقنا ودعم التنظيمات الإرهابية والميلشيات التابعة لها، وفي مقرات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي يذرف حلف العدوان دموع التماسيح على معاناة الشعب السوري، محاولاً ذر الرماد في عيون من لم يكتشف حتى اليوم نياته السيئة ويشاهد جرائمه على الأراضي السورية، ولكن هيهات لأن معظم دول العالم عانت من حروب واشنطن ولا تنطلي عليها ألاعيبها وليس بيدها حيلة سوى الصمت.. ولكن إلى متى..؟ لأن تجارب الماضي تقول: إن الولايات المتحدة لا تتعامل مع الدول إلا عبر فوهة البندقية!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار