لأنها سورية
عشرة أعوام مضت من تاريخ الحرب على سورية, وسورية حاضرة في قلوبنا تروي كلماتنا, وتنير طريقنا, عشرة أعوام ليست بزمن بعيد، ولكن نسأل: ماذا لو لم تكن تلك الحرب على بلادنا؟ ماذا لو بقيت سواعد أبناء الوطن تعزف سيمفونية جميلة عنوانها العشق والكبرياء؟
كان كل شيء واضحاً منذ البداية, فأعداء سورية قدموا أنفسهم بشكل لا يقبل التحليل والتأويل, فهم المجرمون الذين تآمروا على بلدنا مهما تعددت هوياتهم وانتماءاتهم وجنسياتهم, هم الذين دمروا وحرقوا وقتلوا وسرقوا القمح والمال والمصانع, سرقوا أمان وأحلام الناس!
اعتدوا على حقول النفط وسرقوا معدات التنقيب, حرقوا الغابات واجتاحوا المحميات, راهنوا على إسقاط الشعب السوري من خلال الإجراءات القسرية أحادية الجانب الجائرة والحصار الاقتصادي المفروض على بلدنا لتجويع السوريين, بعد عمليات إرهابية طالت الكهرباء والغاز والنفط وكل البنى التحتية, ولأنها سورية بقيت عصية قوية شامخة.
خلال سنوات الحرب على سورية تمثل الإعجاز السوري بصمود شعب لم تفارقه الثقة بالانتصار, رغم رهانهم على إسقاطه من خلال العقوبات الجائرة لإجباره على الاستسلام ورفع الراية البيضاء, هذا الإعجاز تحقق بإرادة شعب لا تلين, وبطولة جيش صنع النصر وسجل اسم سورية في سفر التاريخ الخالدة.
صعبة هي المرحلة التي نعيشها حالياً بلا شك.. لذلك يجب أن تكون حافزاً لكل سوري للعمل الجاد نحو البناء والترميم, لا نحو التخاذل والتكاسل واليأس, فنحن اليوم نحتاج سورية كما تحتاجنا جميعاً, نحتاج كل الأيادي والأدمغة, نحتاج أن نمحو تعب السنين, نحتاج مسؤولين بحجم وطن, قلبهم على المواطن الذي صبر وصمد ورسم اسم سورية في قلب الشمس, هذا المواطن الذي تكالب عليه أعداء الوطن وحاصروه بقوانين وعقوبات وإرهاب, هذا المواطن الذي يعيش هذا الواقع غير المسبوق يستحق كل الجهود لرفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب والحصار الغربي الظالم عنه فوراً !