نقص الأسمدة يهدد المحاصيل الزراعية في ريف إدلب المحرر
أكد المهندس عبد العزيز بكداش مدير فرع إكثار البذار في إدلب أن المحاصيل الزراعية في ريف إدلب المحرر جيدة نوعاً ما لكن لن تصمد طويلاً بسبب قلة الأمطار ونقص الأسمدة الزراعية.
واقترح بكداش تزويد المزارعين في الريف المحرر بالدفعة المادية الثانية من الأسمدة وبالسرعة القصوى لأن ما حصلوا عليه بالدفعة الأولى كان قليلاً جداً مقارنة مع المساحات المزروعة, وأيضاً حماية المزارعين من عمليات النهب والسرقة, وخاصة بعدما قاموا بتركيب محركات ضخ مياه للسقاية بهدف تغطية النقص الحاصل في هطل الأمطار.
وأشار بكداش في تصريح لــ« تشرين» إلى أن السعر المدعوم للحبوب الذي تم اعتماده من قبل الحكومة سيترك أثراً إيجابياً من خلال تشجيع المزارعين على متابعة حقولهم بالطريقة المثلى، لافتاً إلى أن المساحات المزروعة بالقمح لهذا العام في ريف إدلب المحرر تزيد على ٣٠ ألف هكتار بين المروي والبعل, وتزيد المساحات المزروعة بالشعير على ٣٠ ألف هكتار، وهذه المساحات ممتدة من خان شيخون والهبيط جنوباً إلى الأجز شمالاً وسنجار وأبو الضهور شرقاً.
ولفت إلى أن هناك نقصاً في الأسمدة الزراعية, علماً أنها تتوافر بكثرة في السوق السوداء, حيث بيع الكيس الواحد من السماد بــ70 ألف ليرة، وقدر قيمة الطن الواحد من سماد اليوريا في السوق السوداء بــمليون وأربعمئة ألف ليرة, لافتاً إلى أن المزارع يحتاج لموسم جيد مابين ٢٠ و٣٠ كغ للدونم.
وأضاف بكداش: على الرغم من الصعوبات والمعوقات التي تعترض إعادة النشاط الزراعي في ريف إدلب المحرر تشجع الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة واتحاد الفلاحين المزارعين الذين أخذوا على عاتقهم النهوض بالزراعة بشتى الوسائل والسبل، حيث حققوا تقدماً ملحوظاً في مجال الزراعة لمواكبة انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب, إلى ذلك بدأت مؤخراً أزمة نقص الأسمدة الزراعية في معظم المحافظات تطغى على أحاديث المزارعين في هذه المحافظة وتلك، ما يهدد بتراجع المحاصيل الزراعية, فضلاً عن ارتفاع أسعارها في السوق السوداء بينما تقدم عدد من الفلاحين بطلبات ومناشدات مطالبين بوضع حدٍّ لهذه الظاهرة التي تتكرر سنوياً, ففي منطقة أبو الضهور كشف أحمد خلف الإبراهيم – مزارع عن النقص الشديد في سماد اليوريا الأبيض وارتفاع أسعاره في السوق وقال: إن مشكلة ندرة الأسمدة الآزوتية تتكرر في كل عام.
وحمّل رضوان السعيد – مزارع من السيحة السبب الأكبر في ارتفاع أسعار الأسمدة لاستخدام المزارعين لها بكثرة معتقدين أنهم بذلك سيزيدون خصوبة الأرض, علماً أن ذلك خطر وخطأ كبير من ناحية, كما أنه يبيح للتجار أن يعطّشوا السوق ويفرضوا أسعاراً مبالغاً فيها، لافتاً إلى ضرورة استخدام التسميد العضوي والحيوي بدلاً من الآزوتي، الذي يشمل مخلفات المزارع والدواجن والحيوانات والأسمدة الحيوية مثل النتيروجين والميكروبين، نظراً لجودتها ورخص أسعارها, وعبر المزارع حسن الهواش عن رفضه السماح لتجار الأسمدة باحتكار السوق السوداء وفرض أسعار لليوريا والنترات تفوق قدرات المزارعين المالية، ما يهدد بإتلاف المحاصيل وتحول الأراضي إلى بور، مطالباً الجهات المنوط بها مراقبة السوق حماية المستهلك من هؤلاء التجار.
وكان مزارعون طالبوا بالحد من ارتفاع أسعار الأسمدة وتحكم مافيا التجار في السوق السوداء واحتكار أصناف الأسمدة الآزوتية من اليوريا والنترات وبيعها بأسعار مرتفعة من دون محاسبة، داعين إلى ضرورة وضع حدّ لهذه الظاهرة التي تتكرر سنوياً من دون حل أو أي إجراء يذكر.