غابارد: واشنطن تشن حرباً قذرة ضد سورية وتفرض حصاراً جائراً يحرم السوريين من أساسيات الحياة
أكدت عضو الكونغرس الأمريكي السابقة تولسي غابارد أن الولايات المتحدة الأمريكية مستمرة في حربها القذرة ضد سورية واحتلالها أجزاء من أراضيها بشكل غير شرعي وأن حصارها الجائر يتسبب بمعاناة ملايين السوريين ويحرمهم من الأساسيات منددة بالعدوان الأمريكي الأخير على مناطق في ديرالزور قرب الحدود السورية- العراقية.
وقالت غابارد في رسالة فيديو وجهتها إلى زملائها السابقين في الكونغرس: إن الولايات المتحدة مستمرة في شن حرب ضد سورية مستخدمة تنظيمات«القاعدة» و«جبهة النصرة» و«هيئة تحرير الشام» الإرهابية كقوة ميدانية تعمل بالوكالة وتحتل مدينة إدلب وتواصل ارتكاب الجرائم بحق السوريين مشيرة إلى أن «مشروع القانون الذي قدمه أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي لإعادة سلطة إعلان الحرب إلى الكونغرس تحرك جيد، لكنهم يتجاهلون الصورة الأكبر».
وأضافت غابارد أن «إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مستمرة في استخدام الجيش الأمريكي لاحتلال شمال شرق سورية بشكل غير شرعي» بهدف سرقة النفط مثلما صرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بكل وقاحة وصراحة منتهكة بذلك القوانين الدولية، موضحة أن الحصار الأمريكي الجائر يتسبب بمعاناة ملايين السوريين الأبرياء ويحرمهم من الأساسيات كالطعام والمياه النظيفة والطاقة والدفء ويجعل من المستحيل عليهم أن يبدؤوا بإعادة بناء بلدهم.
إلى ذلك، قال موقع «غري زون» الأمريكي الذي أورد فيديو غابارد: إنه على الرغم من التداعيات الكارثية للعقوبات الأمريكية الجائرة بحق الشعب السوري، إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية لا تذكر هذه العقوبات ولو مجرد إشارة؛ بل تكتفي بالحديث عن معاناة السوريين من دون التطرّق لدور الولايات المتحدة المتسبب بهذه المعاناة.
وأوضح الموقع أن الولايات المتحدة متورطة في الحرب ضد سورية وصرفت مليارات الدولارات في هذه الحرب مشيراً إلى ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن تلك الحرب القذرة على سورية بأنها «أكثر البرامج السرية التي تقوم بها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA من حيث التكلفة في التاريخ».
وأضاف الموقع: إنه في الوقت الذي اختارت فيه غابارد قول الحقائق رغم الهجوم المتكرر عليها في الكونغرس، فإن مسؤولين أمريكيين كثيرين اختاروا الصمت وتجاهل دور الولايات المتحدة في الحرب الإرهابية على سورية، بل عمد بعضهم إلى الاحتفال بنتائج العقوبات الأمريكية المفروضة على سورية ومعاناة السوريين جراءها مثل جيمس جيفري المسمى المبعوث الأمريكي السابق لشؤون سورية الذي تباهى بتدمير الاقتصاد السوري.
وعدد الموقع مسؤولين أمريكيين تجرؤوا على الاعتراف بما فعلته واشنطن في سورية، لكن اعترافاتهم لم تظهر على الإطلاق في وسائل الإعلام الأمريكية، بل تم تجاهلها أو التغطية عليها، ومن هؤلاء المسؤولين جو بايدن نفسه الذي اعترف في عام 2014 بأن حلفاء واشنطن أنفقوا ملايين الدولارات لـ«إسقاط» الدولة السورية وأن هذه الأموال ذهبت لتنظيمات إرهابية مثل «النصرة والقاعدة».
وأشار الموقع إلى أن بايدن الذي حذف دور واشنطن في الحرب ضد سورية عاد واعتذر عن تصريحاته تلك لأنه أثار غضب حلفاء واشنطن في تلك الحرب.
وقال الموقع: إن جاك سوليفان الذي يشغل حالياً مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض كتب في برقية سرية سربها موقع «ويكيليكس» إلى وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في عام 2012 إن «القاعدة إلى جانبنا في سورية»، كما أن بريت ماكغورك منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط في إدارة بايدن اعترف في عام 2017 أن «إدلب هي أكبر ملاذ لتنظيم القاعدة»، لكنه ألقى المسؤولية في ذلك على حلفاء واشنطن لتمويلهم الإرهاب متعامياً عن دور بلاده في دعم التنظيمات الإرهابية في سورية بما فيها «داعش والنصرة والقاعدة».
ولفت موقع «غري زون» إلى أن مارتن ديمبسي الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الأمريكي اعترف في إفادة أمام الكونغرس عام 2014 بأن «حلفاء واشنطن موّلوا (داعش) بشكل مباشر»، لكن السيناتور ليندسي غراهام وبخه خلال الجلسة وقام بإسكاته لافتاً إلى أن روبرت مالي الذي عينه بايدن مؤخراً مبعوثاً إلى إيران قال في مقابلة في عام 2018 «إن الولايات المتحدة كانت جزءاً من إشعال الحرب في سورية بدلاً من إخمادها».
وأوضح الموقع أن وسائل الإعلام الأمريكية تتغاضى عن آثار العقوبات التي تفرضها واشنطن على الشعب السوري بما فيها دعوة الخبيرة الأممية في مجال حقوق الإنسان إيلينا دوهان التي وجهتها إلى الولايات المتحدة لرفع العقوبات الأحادية المفروضة على سورية والتي تعوق إعادة بناء البنية الأساسية التي دمرتها الحرب الإرهابية.
«سانا»