من يحب الفقراء ..؟!
بعيداً عن الكلمات المنمقة، نسأل: من يحب الفقراء؟ وهل كل ما يصدر من قرارات وما يحدث اليوم يسند ظهورهم وجيوبهم؟ وماذا عن معاناتهم وحالة الدهشة التي تصيبهم كل ساعة من مشاهد العجز التي تمرّ أمامهم وهم في حالة صمت وذهول من غلاء وارتفاع أسعار التي باتت الشغل الشاغل لأصحاب الدخل المحدود الذي ضاق عليهم حتى اختنقوا !!
فالمواطن لم تعد تسحره تلك الوعود ولا التصريحات التي في أغلبها هي خلبية, ولا يفكر بحلويات قالوا: إن ثمنها تضاعف أكثر من 700 مرة, وحتى اللحوم والفواكه لم تعد في جدول حياته, لأنه ببساطة لا يستطيع أن يكون زبوناً لسلع صارت من المنسيات, واهتمامه الوحيد يصب في خانة تأمين لقمة عيش خالية من الدسم والرفاهية إن استطاع إليها سبيلاً ..!!
المشكلة الحقيقية أن معيشة المواطن متعلقة بسعر الصرف, ومع ذلك لا يعترف المعنيون بذلك !! بينما صاحب أصغر بسطة بالسوق يحدثنا عن تقلبات ” الأخضر المدلل ” وكيف يؤثر ارتفاعاً على باقة البقدونس!!
وطبعاً الذرائع لدى التجار والباعة جاهزة من ارتفاع أسعار التكاليف والمواد الأولية, إلى صعوبة الحصول على المشتقات النفطية وصولاً إلى الانقطاعات الكهربائية والتي ما زلنا نسمع أن وزارة الكهرباء تبحث عن بدائل وحلول لتحسين الواقع الكهربائي من خلال طاقتي الشمس والرياح وكأنه اكتشافهم الجديد!! ونسوا أننا منذ عقود نأمل بتنفيذ وعودهم بالاستثمار ولكن هيهات !
أما ما يقال عن تأهيل محطة تشرين الحرارية باللاذقية على سبيل المثال فقد سمعنا هذا الكلام منذ عهد الوزارة السابقة وبقي الكلام كلاماً !
حصار اقتصادي وقانون “قيصر” ظالم وتجار باعوا ضمائرهم في سبيل مصلحتهم… والجهات المعنية بلقمة عيش الناس لا تزال تبيع كلاماً من مسكنات وخطط ورقية, بينما الفساد ينخر العظام ويغتال كل ما تبقى من أحلام البشر, أما المواطن الذي أنهكه الفقر بالضربة القاضية فهو يحلم بقرارات تعيد إليه بعضاً من حياته, ولسان حاله يقول فقراء الوطن وحيدون في ملعبهم, فليس هناك من يحبهم ..!!