خسائر زراعية كبيرة بريف إدلب بسبب اعتداءات التنظيمات الإرهابية

ريف إدلب – عـلام العـبد:

تعيش إدلب مخاوف من استمرار انخفاض الناتج الزراعي المحلي، بسبب سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة على مساحات زراعية واسعة، إضافة إلى عدم الالتزام بالخطة الزراعية والآمال معلقة على المناطق المحررة من سيطرة المجموعات الإرهابية.
لقد عانت إدلب خلال سنوات الحرب على سورية من خسارات في المحاصيل الإستراتيجية كمحصول القمح والشعير في مناطق تسهم مجتمعة في رفد إنتاج الحبوب في البلاد، وهي المناطق التي توغلت فيها المجموعات الإرهابية وبسطت نفوذها على أراضيها الزراعية بشكل كامل , ما خلف خسائر زراعية كبيرة، وفقاً للمهندس محمد نور طكو معاون مدير الزراعة في إدلب ، الذي أشار أيضاً إلى تفاقم حجم المشكلة في إدلب التي فقدت مساحات كبيرة من محصول الحبوب خلال سيطرة المجموعات الإرهابية على بعض المساحات الزراعية.
ويوضح طكو أن جزءاً من الحل هو الاستفادة من محصول المناطق المحررة من سيطرة المجموعات الإرهابية ، لافتاً إلى أن المساحة المزروعة بالقمح المروي والبعل في المناطق المحررة من المحافظة بلغت 40 ألف هكتار , في حين تبلغ مساحة الشعير البعل حسب الخطة الزراعية المقررة في المناطق المحررة 66500 هكتار.
وأشار معاون مدير زراعة إدلب إلى أن عدد رؤوس الثروة الحيوانية في المناطق المحررة يقدر بــ 290026 رأس غنم و 21235 رأساً من الماعز .
وعن أبرز الصعوبات التي تواجه العمل الزراعي في المحافظة قال طكو : تهجير التنظيمات الإرهابية لأهالي القرى والمزارع في إدلب انعكس سلباً على العملية الإنتاجية الزراعية بالإضافة إلى أنه لا يزال جزء كبير من الأراضي الزراعية خارج الخطة بسبب وجود مخلفات الإرهاب ( عبوات – متفجرات – ألغام) ، وتخريب وسرقة مستلزمات آبار الري الخاصة وشبكات الري الحكومية , ما أثر على تنفيذ الخطة المروية وخاصة للمحاصيل الإستراتيجية ( قمح – قطن – شوندر) ، و خروج معظم منشآت تربية الفروج الخاص والعام من الخدمة بسبب السرقة والتخريب وضرورة السعي لحل مشكلة ( السيحة ) تجمع مائي كبير في ناحية أبو الظهور ، وذلك من خلال الإسراع بإنشاء سد أم مويلح وإعادة تدوير المياه للاستفادة منها لاحقاً بالزراعة بعد استصلاح الأراضي التي كانت مغمورة بالمياه، وأيضاً قلة وندرة مستلزمات الإنتاج الزراعي في المحافظة من آليات وتجهيزات خدمية من جرارات , بذّارات, ناثرات سماد – آلات رش – آليات ثقيلة ، وضرورة تفعيل عمل المصارف الزراعية في المحافظة لإعادة إعطاء القروض الميسرة للفلاحين لإعادة ترميم ما خرّبة الإرهاب ( آبار – شبكات ري – مداجن – آليات زراعية).
مشكلات كثيرة تواجه المزارعين في المناطق المحررة من الإرهاب حسبما أشار عدد من المزارعين ، ومنها عدم القدرة على التحرك بحرية بسبب اعتداءات التنظيمات الإرهابية، كذلك عدم توافر مستلزمات العملية الإنتاجية ؛ حيث استولت المجموعات الإرهابية على معظم الآلات عند استيلائها على المنطقة، أضف إلى ذلك ما خلفته المجموعات الإرهابية من ألغام غير منفجرة في الحقول الزراعية .
محمد الجدوع، مزارع في ناحية أبو الظهور، التابعة لمحافظة إدلب، وهي من المناطق المحررة، يروي أن أصحاب المزارع تكفلوا بشراء آلات زراعية جديدة، وتعمير المتضرر منها لحصد المحصول ، بالرغم من أنهم لم يتسلموا أي تعويضات عن الآلات الزراعية التي دمرها الإرهابيون، مبرراً ذلك بأنه ربما بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد .
وقال هلال العابد، مزارع في ناحية سنجار أحد نواحي محافظة إدلب أيضاً : إن الجيش العربي السوري أعاد لنا أراضينا التي اغتصبها الإرهابيون ونأمل رفع الألغام والمقذوفات التي تركتها التنظيمات الإرهابية المسلحة في الحقول الزراعية.
وعلى الرغم من أن المناطق المحررة تحتاج مزيداً من التخطيط للقطاع الزراعي بها، يرجو مزارعو المناطق المحررة من ريف إدلب الجنوبي وزارة الزراعة السعي لتعويض ما فقد خلال سنوات الحرب على سورية عبر آليات أخرى واستخدام تقنيات زراعية وأصناف وسلالات ذات إنتاجية عالية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار