زاخاروفا: الغرب يركز على احتجاجات غير مرخصة في روسيا ويتجاهل الأوضاع لديه
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن دول الغرب تسعى حثيثة للتركيز على الاحتجاجات غير المرخصة في روسيا وتتجاهل عمداً الاوضاع لديها.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن زاخاروفا قولها في مؤتمر صحفي: “يبدو أن المسؤولين الغربيين يرفضون ببساطة رؤية ما يحدث هذه الأيام في الاتحاد الأوروبي أو خلال الأشهر السابقة في الولايات المتحدة ويتعمدون صرف انتباه المجتمع الدولي عن الوضع في بلدانهم ويحاولون تركيز الانتباه على الوضع في روسيا”.
ولفتت زاخاروفا إلى تصاعد العنف في الولايات المتحدة مؤكدة أن “هذا ما يحتاج شركاؤنا إلى الاهتمام به وهو الوضع في بلدانهم وعدم محاولة المساعدة في زعزعة الوضع في بلادنا”.
وكانت المتحدثة الروسية اعتبرت أن حضور دبلوماسيين غربيين محاكمة السياسي الروسي أليكسي نافالني يشكل تدخلاً في الشؤون الداخلية لروسيا ويكشف محاولات الغرب لاحتواء روسيا داعية هؤلاء السياسيين إلى احترام القانون الدولي والاهتمام بمشاكل بلادهم.
وتابعت زاخاروفا في مؤتمرها اليوم: “أرى أن الاحتجاج في الداخل الاميركي لن يتبدد من تلقاء نفسه ولا يمكن إخفاؤه.. وصيغة الخطاب التي يستخدمونها في التعامل مع بلادنا لن تمكنهم من صرف انتباه المجتمع والرأي العام عن مشاكلهم التي عليهم حلها”.
وأضافت “إن المواطن الأميركي يستحق أن تعامله الدولة وفقا للقانون والالتزامات الدولية وفي هذا السياق لدينا كل الأسباب للتعبير عن قلقنا والمطالبة باحترام حقوق الإنسان الأساسية والتي تعلن السلطات الأميركية دائما اهتمامها بها بشكل يشوبه النفاق عندما يتعلق الأمر بالدول الأخرى لكنها لا تتورع عن تجاهلها عندما يتعلق الأمر بالشأن الداخلي”.
وشددت زاخاروفا على أن موسكو تعتزم التحدث بجدية مع واشنطن وعلى المستوى الرسمي حيال رد فعل الولايات المتحدة على الاحتجاجات في روسيا.
واعتبرت المتحدثة الروسية ان تصريحات دول الناتو بشأن قضية نافالني هي حملة إعلامية منسقة الهدف منها احتواء روسيا والتدخل في شؤونها الداخلية مشيرة إلى الدور القيادي الذي لعبته واشنطن في هذه الحملة وقالت: “نحن نتحدث عن رؤساء دول ووزراء خارجية دول الناتو والاتحاد الأوروبي”.
إلى ذلك انتقدت زاخاروفا حجب السلطات الأوكرانية للقنوات التلفزيونية الروسية مشددة على أن هذا الإجراء يشكل هجوما صارخا على حرية التعبير.
وقالت “إن حكومة كييف تخدع شعبها بقدر ما تستطيع.. نحن تحدثنا أكثر من مرة عن السلوك غير المقبول من المسؤولين في كييف تجاه الإعلام الروسي ومواقع الإنترنت والمطبوعات وحتى كتب الأطفال فهي محظورة بحجة مواجهة التهديد والدعاية الروسية”.
وفي سياق آخر وحول الملف الإيراني أعربت زاخاروفا عن استعداد روسيا للتعاون الوثيق مع المشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة للاتفاق النووي بهدف انقاذ الاتفاق وكذلك التعاون البناء في هذا الصدد مع الإدارة الأميركية الجديدة.
وأشارت الدبلوماسية الروسية إلى أن الخطوات التي اتخذتها طهران بالتخلي عن التزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة لا تتجاوز إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية مضيفة: “يجب ألا يغيب عن الأذهان أن جميع الأنشطة التي نفذتها إيران في المواقع المذكورة تتم تحت رقابة صارمة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا تتجاوز التزامات طهران بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي”.
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية أعلنت يوم 8 أيار من عام 2018 انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران الذي تم التوصل إليه بين السداسية الدولية كرعاة دوليين “روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا” وإيران في عام 2015 وأعادت فرض عقوبات واسعة النطاق ضد طهران والدول المتعاملة معها.
وعارض باقي الأعضاء الوسطاء الدوليون الخمسة هذه الخطوة من الولايات المتحدة كما أعلن الشركاء الأوروبيون لواشنطن أنهم ينوون الاستمرار في الالتزام بشروط الصفقة مع إيران.