من المفروض أننا كصحفيين نتناول بشكل مستمر معاناة المواطنين لعرضها في وسائل الإعلام ونقلها للمعنيين ومعالجتها للتخفيف عنهم, ولكن من كثرة المصاعب والمشكلات التي وصلنا لها بتنا لا نعرف من أين نبدأ بالكتابة (كهرباء، الطاقة بأنواعها كلّها، الطحين، وسائل النقل، الأسعار الفاحشة التي أتت على الأخضر واليابس), فتصوروا أن سعر كيلو اللفت اليوم 700 ليرة, والباذنجان 1600 ليرة, والبندورة 1200 ليرة, والملفوف 700 ليرة, وسعر كيلو صدر الفروج 8000 ليرة, والبيض فوق الـ6000 ليرة للصحن الواحد, وهذه السلع جميعها محلية, بينما الموز المستورد سعر الكيلو بين 1000 و 1200 ليرة, وهناك منافسة شديدة بين أسعار البصل المنتجة محلياً وأسعار الموز المستورد, وترى المواطنين في الأسواق هائمين على وجوههم للبحث عن بائعي السبانخ والخبيزة والهندباء في ظل استمرار الحصار الاقتصادي الجائر, ما ضاعف معاناة المواطن.. والطامة الكبرى مرتبطة بالكهرباء والمحروقات التي تعدّ العصب والشريان الحيوي لحركة الإنتاج والاقتصاد, وهذه المواد تتكالب على حصارها الدول المعادية ما يزيد الأمر سوءاً لدى عامة الناس, ويزداد الضغط على مؤسسات الدولة في صعوبات تأمين احتياجات المواطن والتي تبذل كل ما تستطيع لإيصال ما يتوفر لها من مواد إلى القطاعات جميعها والمواطنين, لذلك لابد من تضافر جميع الجهود المحلية بمن فيهم المغتربون في الدول الأخرى للتعاون والمساهمة في الاستثمار في مشروعات الطاقة البديلة وغيرها من المشروعات الإنتاجية لكسر الحصار والتشارك والتكاتف للخروج من هذه المرحلة العصيبة التي لابد من أن تزول قريباً إن شاء الله ولابد أيضاً من استيعاب هذه الأزمات المريرة من قبل الجميع.. ودمتم.