أبطال السماء
أي بطولة حققتموها يا أبطال السماء برصاصكم الطائش الأرعن أمس احتفاء بالعام الجديد.
هل أفرحتكم وفاة طفل بعمر 9 سنوات، وإصابة صبية بعمر 17 سنة، وشاب آخر وغيرهم في مختلف المحافظات، حين مارستم وعبّرتم عن أمراضكم النفسية الدفينة، حين امتدت يد الخسة الجبانة إليهم، ليودعوا العام المنصرم بآهات الحزن لأسرهم وأهاليهم الثكلى.
أين أنتم يا أوغاد الرصاص الطائش من جبهات الوغى التي يخوضها بواسلنا، ويقدمون ملامح بطولية يبذلون فيها دماءهم رخيصة فداء لتراب الوطن الغالي.
أم إنكم لا تملكون شجاعة الفرسان، لتكونوا في مواجهة أعداء الوطن، بل تكتفون برصاصكم الطائش تعبيراً عن ضحالة فكركم وقلة وعيكم.
يطلقون على أنفسهم رجالاً ، يستحقون المحاسبة والعقوبات القاسية الرادعة، لأن أفعالهم كانت أداة للشروع في القتل، أو تعرض المواطنين الآمنين للإصابات المختلفة، وعليهم جراء ذلك دفع ثمن ما اقترفت أيديهم من أفعال، وهنا على الجهات المعنية أن تشدد الإجراءات الكفيلة بالحدّ من هذا التهور والطيش لهؤلاء الرعاع، وتالياً اتخاذ أقسى العقوبات التي تكفل عدم تكرار ذلك مستقبلاً، فالشروع في القتل مثل القاتل لا فرق بينهما، خاصة حين يصبح الفعل مؤذياً.
ألم يحن الوقت لهذا الجرح أن يندمل، ويعود الطائشون إلى رشدهم، ويتذكرون أن هذا الرصاص ليس مكانه في الاحتفالات بالأعياد ومناسبات النجاح وغيرها.
قديماً قالوا: “لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها” فمن يطلق الرصاص لا يملك الضمير والوجدان والأخلاق ، وفاقد للمشاعر الإنسانية، ولا يملكها لأنه يفتقد إلى أبناء جنسه.
متى يسود العقل ليتغلب على الجهل ..؟ نتمنى للجميع عاماً جميلاً أكثر من قبحه، وبخيره أوفر من شره.
بالمحصلة علينا تشديد العقوبات الرادعة، وإصدار القوانين التي تقضي على هذه الآفة، والمطالبة بتنفيذها بأقصى سرعة ممكنة، لتكون عبرة لمن يقومون بهذه الأفعال المسيئة للوطن وللمواطنين، والتي تساهم أيضاً في هدر الأموال العامة والخاصة.
آمل أن نتعظ ونتحمل المسؤولية جميعاً في مكافحة هذه الآفة، كل حسب موقعه من خلال المنظمات الشعبية والاتحادات والوزارات المعنية والمجتمع المحلي، لرفع درجة الوعي عند الفاعلين.