أفكار مرئية

وُجِدَت المواقع الإلكترونية بما فيها صفحات التواصل الاجتماعي لكي تستطيع دول محددة الوصول إلى حقيقة الأشياء، من خلال تقاطع المعلومات لدى الكثيرين إن لم نقل جميع من في المعمورة تقريباً ممن يستخدمون المواقع الإلكترونية ، وصولاً إلى الرسائل عبر البريد الالكتروني ويحدث أن تختفي فجأة بعدها أرقام محددة وكلمات سر تشاع لدى أشخاص آخرين يريدون عمداً الاطلاع والمتابعة بشكل دائم على حقيقة ما يدور في العقول، قبل أن تتجسد الأفكار أعمالاً تحدث على الأرض، لتبدأ لعبة الصراع على مجموعة القيم والقوانين بين الأنظمة ومناهضيها إن تأخرت الأولى في وضع استراتيجيات يتم بناؤها وفقاً لقياس الرأي المتدفق بحرية تامة من خلال القنوات الالكترونية، لكونها لا تخضع للرقابة ويكون أخطرها المواقع التي تُمهر بأسماء وهمية، أو بأسماء مشاهير، وبصورهم بهدف التغطية على شذوذ فكري يريد صاحبه الإيقاع بعدد من متصفحي المدونات التي تعالج خواطر وأفكاراً سائدة، ومن بعضها الآخر تخيلات وشائعات يحاول مروجوها تسويقها لغايات في أنفسهم، أو لأهداف المرتبطين بهم، وهو ما حدث فعلاً في مواقع التواصل الاجتماعي على مساحة الوطن العربي وخارجه من فوضى فكرية وجدت متسعاً لدى فئة الشباب واليافعين الذين يتأثرون بالشائعات أكثر من غيرهم لقلة خبرتهم في محاكاة الأفكار التي يحاول ترويجها المتلاعبون بالعقول والمهيمنون على مقدرات الشعوب من خلال القوى الغاشمة التي تساندهم، بهدف الإثراء على حساب الفقراء في الدول النامية التي يعدونها وقوداً لاستراتيجياتهم ومقصداً استهلاكياً للحصول على مدخراتهم، مقابل بضائع وقتية تفقد قيمتها بسرعة بفعل عاملي التطور التكنولوجي والزمن الذي يصب في مصلحة مَنْ يمتلك العلوم المتطورة، والاختراعات المتسارعة، وعليه، فإن بناء قاعدة معلومات لن توفره لهم أرقام هواتف الأشخاص المتوفرة لديهم وشهاداتهم، وأعمالهم فقط، وإنما التطورات التي تطرأ على آلية تفكيرهم واهتماماتهم الاجتماعية ومن بعدها يأتي التدخل المباشر في رسم سياسات الدول وحدودها السياسية، وعلاقاتها مع دول الجوار، وشن حروب سريعة إن مالت كفة الميزان في اتجاه المصلحة العامة للشعوب، بعد أن تُغلّف غزواتها بشعارات إنسانية هدفها تحرير الشعوب المقهورة، فتكبدها ويلات عسفها، وتتقاضى أجورها كاملة من خيرات تلك البلدان ومن ثرواتها.
قبل سنوات عديدة استمعت إلى “شعار التمكين السياسي للشباب “و طرحه حينها المركز الوطني للبحوث والدراسات الشبابية في دمشق ورأيته خطوة في الاتجاه الصحيح لو تم تعميمها، فتعليم الشباب ودعوتهم للمشاركة السياسية الفاعلة، إحدى الخطوات المهمة للخروج ببلدنا معافى من أزمته التي لا تزال آثارها السلبية واضحة للعيان ، ولعل الاستخدام الإيجابي لمواقع التواصل الاجتماعي الذي يُستخدم بشكل كثيف من فئة الشباب يمكنه تقريب وجهات النظر المتنافرة، حين تتوافر الرغبة لدى متصفحي المواقع، ومَنْ يعلّقون على الأفكار والمدونات، فما يكتبونه يزيد من الشرخ الاجتماعي أو يجسره ،وأخشى أن أقول إن الشعارات عندنا لا تزال وقتية خاصة أنه لا أحد يعمل على تكريس الصالح منها .

esmaeelabdulh@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار