الجيش الأبيض

في بلدنا الغالي ثمةَ مقاتلون من نوع آخر، يشاركون على طريقتهم في معارك البطولة والتصدي، وأي تصدٍّ !! ، إنه التصدي لفيروس “كورونا” الذي اجتاح العالم …

هؤلاء المقاتلون الذين نذروا أنفسهم، ليكونوا في الخندق الأول للدفاع عن المواطنيهم، وبذل أقصى جهد ممكن في المساعدة، وتذليل الصعاب في المعالجة والوقوف مع المصابين لتجاوز معاناتهم.
أبطال هذه المعركة مع فيروس كورونا هم الذين يحاربون وباء العصر، و هم الذين قدموا ويقدمون عشرات الشهداء من أطباء وممرضين ومسعفين، لأنهم كانوا في الصفوف الأولى للتصدي، تركوا عائلاتهم وأهاليهم وأقاربهم، ليؤدوا رسالتهم وقضيتهم الإنسانية السامية، في المساعدة والمساندة، ليكونوا إلى جانب المصابين، ويكونوا عوناً للمواطنين فيزرعون الابتسامة، ويقاتلون بعزيمة وإصرار لهزيمة هذا المرض الفتاك الذي لم يميز أحداً، فدفع العشرات منهم الثمن نتيجة نقص معدات السلامة الشخصية في ظل الحصار الجائر على الوطن، الذي لم يسلم منه حتى القطاع الصحي، ومستلزماته ومعداته للوقاية الشخصية من كورونا.
أبطال الجيش الأبيض لم يتمكن أغلبهم من رؤية عائلاتهم، سخّروا حياتهم لإنقاذ الآخرين، من دون أي راحة تذكر، و كثير منهم قضى نحبه دفاعاً عن المرضى والمواطنين، لأنهم كانوا في خطوط الدفاع الأولى للمواجهة مع فيروس كورونا، تاركين أهاليهم وعائلاتهم وأقاربهم في حسرة الفراق، لكنهم يشعرون بالراحة الأبدية جراء رسائلهم الإنسانية التي أدوها بعفوية وبحرص كبيرين، ومبرهنين على أن أشكال الدفاع عن الوطن وأبنائه عديدة ومتنوعة ، لكنها في المحصلة تنم عن خلق عالٍ وتفانٍ يرتقي إلى مستوى البطولات الجسام في معارك الوغى، التي سطر فيها أبطالنا الميامين أروع الانتصارات، في الدفاع عن الوطن وترابه الغالي، ضد كل أشكال العدوان الذي تنوعت وتعددت أساليبه في آخر عقد من الزمن.
اليوم يسطر الجيش الأبيض ملاحم بطولية من نوع آخر في المقاومة والتصدي والدفاع عن المرضى، ليكون سداً منيعاً متسلحاً بالعلم والمعرفة.. همّه الأول والأخير القضاء على هذا الوباء الذي اجتاح العالم.
الجيش الأبيض بحاجة منا إلى العون والوقوف بجانبه ولو كان من خلال ابتسامة رقيقة تنسيهم التعب والمعاناة جراء الوقفة الطويلة طوال اليوم، والدعاء لهم بالتوفيق والنجاح في عملهم ومساعدتهم لأداء رسالتهم الإنسانية، فلنكن عوناً لهم ولنجاحهم.
كما نأمل للشهداء منهم أن تتم معاملة أسرهم وأهاليهم كما يعامل شهداء الواجب في الدفاع عن الوطن وترابه الغالي، لإراحة أنفسهم وأهاليهم وأسرهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار