تمشي على استحياء
ما عودني أحبائي مقاطعة ..بل عودوني اذا قاطعتهم وصلوا
الحب معراج الروح يرتقي بها من حال الى حال وشهرزاد تستنير بنور الحق فترى طريق الخير من الشر وفي كل صفحة من الف ليلة وليلة كانت تلتجئ وتحتمي بقوي عزيز الجانب وقد باتت الحياة في خطوطها ترسم لكل شخصية في الحكاية ما خصص من الوظائف حتى النحلة مسوقة تجمع العسل من الأزهار .
تبحر شهرزاد في سفينة العقل بحكمتها المشهودة التي أنقذتها من سيف شهريار الى الحرية حيث العدل والحق بعيدا عن الظلم عن الدسائس والخيانات والمؤامرات والمفاجآت المؤلمة ..في هذا الكون الرائع لا بد من شاطئ تعيش فيه الأحلام بطمأنينة وهدوء وسلام
ألف ليلة وليلة أكانت حقيقة ؟ تهرول الشخصيات في دهاليز الزمن وتختبئ خلف بوابات سحرية فتجتاز الماضي الى الحاضر تارة ..ثم تعبر الى المستقبل .. تبحث في الزمن عن النجاة وعن أسباب بقاء الذكر!
وفي الجانب الآخر نجد شهريار شاهرا غضبه يمتطي صهوة التعجرف والكبر فتصيبه سهام البلاء بقدر امعانه بالبعد عن الحق ويصير منصة للعذاب محروما من كل خير .
والناس في ألف ليلة نوعان لا ثالث لهما اما محدث بالشر يحزن كل من حوله ويؤذيهم تارة بطرق باطنية خفية لا تراها العين ولا تدرك بالحواس بل يشعرون بها في سرهم أو يدركونها بأنفسهم عندما يأتيهم بذاته , و يتلبس الأشرار بألسنتهم المحدثة بما فيه ضرر الآخرين وتعاستهم وشقوتهم .ومن الفئة الثانية الانسان المعطاء المعين على رد العدو ودفعه وهؤلاء لهم الفوز والغلبة حيث يظهر الحق على لسانهم وتتفتح قلوبهم بالعلم والايمان فينشا في أنفسهم الرضا ويهبون بإصلاح أنفسهم مما قد يعلق بها فتغدو طيبة طاهرة .
وحيث ان الليالي قدمت نفسها لأن تكون خادمة للإنسان يعبر خلالها بوابات الزمن مستفيدا من تجارب السنين و كان الزمن منذ الأزل حاضنا للناس والأحداث شاهدا على الخير والشر فيكفي أن نعبر في مداراته ليصنع في عقولنا ذاكرة وفي صدورنا فسحة للجمال أو القبح وهذا ما يترك لنا الزمن أن نختاره .