“الله يبعت الخير”!

يصيح البشر عندما تمطر السماء: “الله يبعت الخير”، أما المواطنون فيصرخون “الله يسترنا من المنخفضات الجوية”!. فهذا الشتاء كما بشرّنا السادة المسؤولون هو الأصعب من حيث الكهرباء والمحروقات وما يتبعهما من أشياء تجود بها المخيلة، بدءاً من المواصلات إلى الطاعون الذي يقص المسمار في كوانين إلى لقمة الخبز التي تحتاج الانتظار ساعات طويلة في الدور “وليس الطابور” كي لا يهرع مقص الرقيب إلى حذفها ظناً منه أن كلمة الدور أخفّ وطئاً من “الشواسمو.. الطابور”!.
في جميع الأحوال، سيشرّف السيدان كانون الأول والثاني والمواطن على “الحديدة”، ولمن لا يعرف الحديدة، فهي تشبه أن يكون الإنسان على “العضم” لا “مكسي” لا “سواد ولا بياض”، لا “بلوك” ولا “سيراميك”، فنحن أيها السادة نشبه منازل العشوائيات المقبيّة بالتوتياء، وبالتالي لا مجال أمامنا إلا أن نُصاب بمتلازمة المنخفضات الجوية التي تحدق بنا من كل جانب، وهذا الأمر ليس أفضل حالاً من الصيفية التي روعتنا هي الأخرى بمشاكلها الكثيرة، إلى درجة أن البعض قالوا إن المواطن يقضي عمره “طاسة باردة.. طاسة ساخنة” مثل غسل الموتى، لكن هذا الغسيل لا ينتهي بالشكل السهيل المتخيل، بل يبقى صاحبنا إلى ما شاء الله على المغتسل، ومن يمشي “خشبو” ويجد من يحمله إلى المدافن المجهولة في نجها، فهو ممن فتحت لهم طاقة السعد.. “العوض بسلامتكن”!.
يصيح البشر في الكرة الأرضية عندما تمطر السماء: “الله يبعت الخير”، ويهرع المواطن إلى البطانيات وكراتين المعونة وأسواق البالة، فلا ينتهي عنده مسلسل “الجقجقة” بالطين والبحيرات المتجمعة في الشوارع، إلا بإعلان الربيع الذي يأتي بمشاكل من نوع آخر كما اعتدنا.. وكي لا يقول أحد إننا نطالب “بالبهنكة” وننقّ في كل موسم ولا يعجبنا العجب.. نقول عبارة مواطنينا الشهيرة: “الله يفرّج.. أحسن شي”.. عرفتوا كيف؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار