الهوس بالمال وبذور الطمع

يقال: «ما بسقت أغصان ذل إلا على بذر طمع».. والبسوق باللغة هو الطول، يقال بسقت النخلة بسوقاً أي طالت, والأغصان جمع غصن وهو ما تشعب من سوق الشجر, والبذر الحبّ الذي يزرع , والطمع من أعظم آفات النفوس وعيوبها والبعض يجعله أصل كل الآفات لأنه محض نفاق وتعلق بالناس والتجاء إليهم واعتماد عليهم وعبودية لهم وفي ذلك من المذلة والمهانة ما لا مزيد عليه.
فكيف الحال إذا كان الطمع في ما بأيدي البسطاء والمنكوبين.. إذا كان يسول لنفوس هزيلة الاستفادة من عطاءات تعين صاحب البلواء للوقوف على قدميه، وترفع همتهم وتطمئن قلوبهم..؟
يقال: إن الطمع يذهب الحكمة من عقول الحكماء.. وهذا ما نراه في واقع الحال، فاليوم يتجه العالم بكليته نحو الطمع أو الجشع أو الشره مكشراً عن أنياب رغبة جامحة بامتلاك الثروات أو السلع أو الأشياء ذات القيمة المطلقة بغرض الاحتفاظ بها للذات، بما يتجاوز احتياجات البقاء والراحة بكثير.. وهو يسري بين الناس ويطفو على الرغبة الطاغية والبحث المستمر عن الثروة والمكانة والسلطة.. وأيضا هو الهوس بامتلاك كل الثروات والسلع لإبهار المجتمع .
وتشير بعض الدراسات حول سلوك الطماعين إلى أن الجشع يمكن أن يغير وظائف المخ بشكل أساسي، ما يؤدي إلى زيادة الميل للمشاعر السلبية. ومن الناحية الاقتصادية، فإن الثقافة التي تكافئ الجشع تؤدي إلى عدم الاستقرار المالي، وفي بيئات المؤسسات الشركات وبين الإدارات، يمكن أن تؤدي هذه الروح إلى ثقافات عمل سامة، تتميز بالمنافسة الشديدة، ما يؤثر سلباً في الأداء التنظيمي.
من الناحية النفسية، تقدم هذه الدراسات نظرة ثاقبة حول الأعمال الداخلية للجشع، فالأفراد الذين يعانون من ارتفاع «الطمع» يقعون في دائرة من المقارنة المستمرة وعدم الرضا، ما يؤدي إلى الاضطرابات العاطفية.
وما يهم فالحياة بأبهى حالتها هي الحضور الواعي.. وفهم الأولويات.. والقدرة على التفرقة بين المهم والأهم.. فلا تنفق عمرك هباء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب