ترف التصريحات

مترفة تلك الشعارات والتصريحات التي تحاكي أحلامنا ويرصد المعنيون من أجلها جزءاً غير يسير من إمكانات المؤسسات، ويحشدون عشرات المصفقّين, وكأن الجميع قاب قوسين من الفردوس أو أدنى، والقصة لا تنتهي إلا حينما ينتقل المسؤول من منصبه ليتبوأ آخر أو يترك مكانه لآخر, ليبدأ الجديد بعمله وفق نظرية جديدة تحتاج من يؤيدها. وفي مرحلة مضت كثر الحديث عن إعادة الإعمار في وقت كانت المدن التي أصابها عسف الإرهاب ترغب في شيء جميل يعيد إليها ألقها, ولكن يبدو أن شيئاً لن يتحقق في الآونة الحالية لأسباب تتعلق بانشغال الحكومة بحل عقد الأزمات التي أصبحت اليوم معضلة المواطن وانفراجها أقصى ما يتمناه.
كبيرة هي الأرقام التي أتحفنا بها معنيون بالشأن العام لإعادة إعمار ما تهدم, وكثير من الهدر على أشياء لا قيمة لها تم بالفعل، حقق أشخاص من ورائها انتصارات إعلامية وشهرة بلغ مداها الآفاق، وبقي الحطام على حاله إضافة إلى مكابدة مواطنين من ترميم ممتلكاتهم القابلة للإصلاح.
في نهاية العام الفائت عقدت الحكومة جلستها الاستثنائية في حمص مستعرضةً كل مشكلاتها الخدمية والاقتصادية ورصدت من أجلها الاعتماد اللازم، ولأنها المرة الأولى التي يحضر فيها صحفيون كل نقاشات الجلسة أخبرنا حينها رئيس المجلس أن الغاية هي إيصال رسالة واضحة لأهالي حمص الذين كابدوا ويلات الحرب التي شنها الإرهاب على بلدنا، وأن عام 2020 سيكون عام حمص بامتياز …!!!
في الأمس القريب وفي لقاء مع محافظ حمص بسام بارسيك أوضح أن أياً من تلك الوعود الحكومية لم تثمر شيئاً ، وأن المبالغ التي تم رصدها لحمص هي حبر على ورق.
esmaeelabdulh@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار