جولة خبيثة

يقوم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو هذه الأيام بجولة مكوكية دبلوماسية خبيثة في المنطقة ظاهرها أمريكي وباطنها (إسرائيلي)، والحجة الدائمة جاهزة ولكن هذه المرة بفزاعتين، الأولى إيران التي تشكل هاجساً وكابوساً لبعض مشيخات الخليج ولكن (في عقولهم فقط)، التي بات واضحاً أنها تعشق الحضن الصهيوني وترتمي به بشكل مجاني وبذات الوقت تكيل التهم زوراً وبهتاناً ضد طهران، والثانية “حقيقية” تركيا التي تحتل أراضٍ سورية وتشن عدواناً يومياً على الأراضي العراقية، وتتدخل بشكل مباشر عبر سفنها العسكرية للتنقيب تارة ولنقل مرتزقتها للقتال إلى جانب حكومة “الوفاق” في طرابلس برئاسة فايز السراج تارة أخرى وبمباركة أمريكية، وبذات الوقت الترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني، لأنه “الأفضل والأنسب والأصلح ويسعى للسلام للمنطقة العربية” على حد تفسير وترويج الإدارة الأمريكية، وبذلك كمن يدس السم بالدسم، أولاً بوضع إيران المناصرة للقضايا العربية عامة والفلسطينية خاصة منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، مع أطماع تركيا من جهة وأطماع الكيان الصهيوني من جهة ثانية، غير واقعية وغير منطقية وكلام باطل يراد به باطل .

متى كان الكيان الصهيوني “حبيباً وصديقاً وخلاً وفياً”، ويحتمى به؟ عندما احتل أرض فلسطين ودنس أولى القبلتين وهجر شعبها عن بكرة أبيه والمخيمات الفلسطينية في الشتات شاهدة حتى الساعة، أم عندما رفع شعار حدودك يا “إسرائيل” من الفرات إلى النيل على واجهة “الكنيست” ويسعى لتحقيق ذلك بشتى السبل ونتائج هذا الشعار بدأت تتوضح على سد “النهضة” اليوم.. أم عندما شن عدوان 1967 على سورية ومصر والأردن وبمساعدة الولايات المتحدة والدول الغربية واحتل أراضي منها إلى اليوم، أم عندما اجتاح لبنان 1987 و 1982و 2006.. ولعابه ما يزال يسيل على حروب واحتلال أراض جديدة .

إذا كما هو واضح أن الإدارة الأمريكية تستغل الوضع الإقليمي والدولي، لتمرير ما يسمى “صفقة الفرن” عبر تسهيل التمدد الإسرائيلي إلى بعض العواصم العربية تحت غطاء “التسامح الديني أو التعاون الاقتصادي أو الرياضي” من جهة وغض الطرف عن الأطماع التركية بالأراضي والثروات العربية من جهة ثانية، وكل هذا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني لتمرير “الصفقة” أو على الأقل أكثرية بنودها. فهل يعي من يسهل أو يتستر أو يطبع تحت الطاولة على حساب الحقوق العربية المحقة والعادلة؟.

أم ينطبق عليهم قول الشاعر نزار قباني “إذا خسرنا الحرب لا غرابة، لأننا ندخلها بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة، ولأننا ندخلها بمنطبق الطبلة والربابة”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
السفير علي أحمد: «لجنة التحقيق المعنية بسورية» منفصلة عن الواقع.. ومزاعم الحرص على حقوق الإنسان لا يمكن أن تتسق مع استمرار الاستغلال الفاضح لقضايا نبيلة لتهديد مصائر شعوب بأكملها قانون إعلام جديد يلبي طموحات الإعلاميين في سورية... وزير الإعلام يعلن من اللاذقية أفقاً رحباً للشراكات البناءة السفير آلا: تعزيز الدعم الدولي لبرامج التعافي المبكر وإعادة الإعمار في سورية لتأمين عودة النازحين الخامنئي يدعو إلى المشاركة الواسعة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية الصين تجدد مطالبة الولايات المتحدة بوقف نهب موارد سورية وإنهاء وجودها العسكري فيها «ناتو» والعناوين المستترة في قمته المقبلة.. ظل ترامب يُخيم.. غزة ولبنان يتقدمان.. وأوكرانيا حاضر غائب الصحة العالمية: تأثير سلبي يشمل فرص التعليم والعمل..العزلة الاجتماعية تزيد خطر الوفاة 32% "التجارة الداخلية" تشكّل  لجنة لإعادة دراسة تكاليف المواد والسلع الأساسية على أرض الواقع مجموعة سفن حربية روسية تصل إلى سواحل فنزويلا في مهمة سلام بايدن يواجه شكوكاً متزايدة من الديمقراطيين.. 25 عضواً يستعدون لمطالبته بالتنحي