الصندوقُ الأسودُ التركيّ يفضحُه أردوغان
وتستمر الحربُ العدوانية القذرة على سورية في ظرفٍ تاريخيٍّ استثنائي ولَّد أشكالاً وصوراً إجرامية جديدة ومبتكرة.. هذه الحرب التي باتت تعمل تلقائياً لتطبيق كلّ خياراتها الإجرامية والإرهابية، وتجسيد كلّ ما استطاع إليه العقل الشيطانيّ المشغّل سبيلاً من أفكار جهنمية لا مكان فيها للقيم الإنسانية.. وكلٌّ من “سلطان الدولة العليّة” المجرم أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعمل على إشعال الساحات وتأجيج نارها وجعلها ميداناً لإرهابه وتوحشه، ولا يختلفان إلا من حيث التوقيت وزمان التنفيذ والتراجع المبنيّ على عقارب المصالح الداخلية المؤهلة لبقاء كليهما على “سدّة العرش” الظلامي.
ومع وضوح الهواجس والمصالح السياسيّة العثمانية المتشعّبة كان الصندوق التركي الأسود شفافاً ومرئياً، ومسموعاً، وملحوظاً باستثناء المنصّات الأممية ومجالسها التي غضّت الطرف عن جرائم اللص والإرهابي أردوغان، ومازالت “أذناً من طين وأخرى من عجين”، في حين تستمرّ الأجندات والمخطّطات والمطامع الاستعمارية التي لم تتوانَ عن استغلال ما أمكن من وسائل لتحقيق فصول القرصنة التركية على الأراضي السورية, تلك القرصنة التي لم ولن تنتهي بسرقة ثروات سورية الباطنيّة، ونهب آثارها ومحاصيل أراضيها من القمح والشعير، وتهريبها إلى الأراضي التركية، إضافة لارتكاب النظام التركي الجريمة الكبرى باحتلال أجزاء من الأرض السورية وقصف القرى الآهلة بالسكان, ودعم وتمويل التنظيمات الإرهابية لارتكاب أفظع الجرائم وترهيب الأهالي وتهجيرهم من قراهم وسلب ونهب وحرق محاصيلهم الزراعية.
جريمةٌ تلو الجريمة يرتكبها الفاجر أردوغان، ومن يحقق كلَّ هذا الكمّ البشع من الانتهاكات لن يثنيه صندوقه الأسود بنهجه الإرهابي ورغبته في تحقيق أطماعه عن ارتكاب المزيد من الجرائم، حتى ولو كان قطع المياه عن أكثر من مليون من سكان مدينة الحسكة وضواحيها و”قتلهم” عطشاً من دون أن يرفّ له جفن، لتكون هذه الجريمة بحقّ هي أحدث جريمة ضدّ الإنسانية بقيادة الإرهابي الأكبر أردوغان، إذ عمد إرهابيّوه إلى قطع المياه أياماً كاملة عن مدينة بأكملها، غير آبه بالموت الذي يهدّد حياة المدنيين في ظلّ ارتفاع درجات الحرارة في أشدّ أشهر السنة حرارةً /شهر آب/، وتزامناً مع مخاوف شديدة من تفشي جائحة «كورونا» الكارثة التي حلّت بالعالم أجمع، والتي إن استفحلت وتفشّت في سورية فستكون تداعياتها قاسيةً وكارثيةً ومؤلمة بكلّ ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، فكيف إذا اجتمعت تداعيات هذا الوباء المروّع مع كوارث حربٍ إرهابية شعواء تتعرض لها سورية منذ سنوات عشر؟!
أردوغان بارتكابه الجرائم علانيةً، أو باختبائه وتلطّيه خلف تنظيماته الإرهابية يرتكب جرائم موصوفةً في الاتفاقيات الدولية وكلّ العناصر الملحقة بها بأنها جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، ومرتكبها هذا العثماني الواهم النرجسي المتضخّمة «أناه»، أياً تكن ذرائعه “لحسم” معارك وهمية بين ميليشيا «قسد» الانفصالية والتنظيمات الإرهابية التابعة له فهي ورقة الضغط الوحيدة التي يمتلكها هذا اللص والقرصان الذي بات عارياً إلا من ورقة توت أخيرةٍ آيلة للسقوط حتماً.