كعادته دائماً، عندما يتحدث السيد الرئيس بشار الأسد، فإنه يتحدث بشفافية رحبة وبمنهجية دقيقة، وبروح تنطلق من الحقائق والوقائع والمعطيات, وهو بذلك يضع كل النقاط على كل الحروف، وخاصة في مرحلة دقيقة وحرجة، وتبدو صعبة وقاسية الآن سواء بالنسبة لسورية أو المنطقة عموماً، أو حتى العالم، وسلاحه في ذلك المصداقية والوضوح والواقعية انطلاقاً من حرص شديد وكبير على مبدأ أن الشعب هو صاحب القرار، وهو مصدر السلطات، فلا إرادة فوق إرادة الشعب، ولا قرار إلا قرار الشعب.
وعلى هذا النحو ترسخت معادلة ذهبية مثلثة الأضلاع، حققت وتحقق كل هذه الانتصارات ليس فقط على الإرهاب، بل أيضاً على من أراد من الدول الضامنة لهذا الإرهاب -وفي مقدمتها الولايات المتحدة- أن تفرض على سورية حروباً متعددة الأبعاد، سياسية واقتصادية وإعلامية واجتماعية وجغرافية، مستخدمة كل وسائل التضليل والخداع وفبركة الأكاذيب وفرض الحصار الاقتصادي الوحشي وقطع الأرزاق واستهداف الشعب بلقمة عيشه، لذا فإن الانتصارات السورية تأتي على أساس القاعدة الذهبية الحيوية والديناميكية وهي «الشعب- الجيش- القائد».
وحين يطل الرئيس الأسد على شعبه، كما في كلمته أمام أعضاء مجلس الشعب في دوره التشريعي الثالث، فإنه يعبر بكل جوارحه عن إرادة هذا الشعب في مواصلة دروب الانتصار ليس فقط على المستوى الوطني الداخلي، بل أيضاً على المستوى القومي والإقليمي الخارجي، وهو انتصار على كل الأعداء المتآمرين على سورية وشعبها.
وقد أفرد الرئيس الأسد في كلمته الكثير من الأفكار الخلاقة من أجل أن تكون الرؤية واضحة والبوصلة صائبة بشأن العلاقة بين الداخل والخارج, فيقول: «بالمحصلة هذه الحرب أثبتت صحة مواقفنا من القضايا الأساسية فزادتها ثباتاً بدلاً من تغيرها كما أمل الأعداء، فإسرائيل عدو وهي أصل الإرهاب ومنشؤه، وتبقى فلسطين القضية المركزية وأبناؤها إخوة لنا».
إن الحقيقة الراسخة التي لا يرقى إليها شك هي أن سورية كانت وستظل على الدوام ترى في القضية الفلسطينية قضية وطنية سوريّة, وهي تدافع بصلابة وعزيمة عن الشعب الفلسطيني وحقوقه لاستردادها كاملة غير منقوصة, وهو ما يعني باختصار شديد أن كل انتصار لسورية هو انتصار لفلسطين.