إنه الجوع ..!
لا يخفى على أحد حالة تدهور الوضع المعيشي للمواطن في ظل العديد من التحديات التي تواجه حياته، فالغلاء والفقر هما القاسم المشترك عند غالبية الناس، وبات تداعي آثارهما البشعة خطيراً في ظل انحسار موارد النمو ، فالحالة لا تحتاج لإثباتات وأرقام رسمية ترصد حجم ماطرأ من مآسٍ وويلات ألمت بالبيوت والدخول ،فهل بدأت ملامح أزمة الجوع ياترى ..؟!
الجميع يعرف أنه لم يعد بمقدور المواطن تأمين أبسط احتياجاته من الغذاء ،في وقت تفاقمت آثار الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة ومانجم من تداعيات الحرب والحصار وكورونا فانحدرت قيمة العملة ،وأكلت الأسعار (الأخضر واليابس) ..!!
في ظل هذا التدهور الاقتصادي الخطير واستمرار تحمل التبعات المعيشية ومفرزاتها التي كشرت عن أنيابها، تاركة وراءها الموت والحرمان والجريمة، تظهر للعلن أسئلة مهمة تحتاج إلى أجوبة مقنعة، يأتي في مقدمتها : كيف للمواطن أن يعيش بعد اليوم ..؟! وكل ماتقوم به الجهات المعنية كلام حلو المسمع ،لكن لم يترجم رحمة على حياة الناس..!
الواقع ينذر بفشل فاضح ،ولا شيء تم تصحيحه ،فالفساد مستشرٍ إلى أبعد حدود ،وكل يوم واقعة جديدة ، والهدر لم يتوقف ،ولا إصلاحات كاملة أخذت مسارها الصحيح، ماتم هو بقاء المواطن لوحده يرزخ تحت ثقل الفقر والفاقة ،وقد يتطور غداً إلى مسارح أخرى يُخشى من بواعثها ..!!
الوضع كارثي بكل معنى الكلمة ،فالغلاء لم يعد يطاق في وقت بقاء الدخول على حالها ،فكيف يقدر مواطن دخله ٤٠ ألفاً تأمين متطلبات معيشة أسرته ..؟!!
مواد غذائية ضرورية غابت منذ أشهر عن موائد العباد ،وانشغالهم اليوم فقط كيف سيقدرون على تأمين حصصهم من مادتي السكر والرز ..! أسر كثيرة زرعت بعض المساحات الصغيرة جداً في شرفات المنازل ببعض الزراعات خوفاً من دخولها نفق الجوع ..!
في كل هذه التطورات السيئة يشعر المواطن بأنه وحيد، يكافح الجوع وتبعات الغلاء ،مع غياب شبه تام لدور الجهات المختصة ،وهذه لم تنجح سوى بإطلاق تصريحات من أجهزتها بين الحين والآخر، لا تدل إلا على ضآلة تدخلها.
فإلى متى سيتحمل المواطن عجز بعض الأجهزة والمسؤولين عن تنفيذ مسؤولياتهم كاملة ..؟!
إلى متى الانتظار …؟ هل سنصل لأزمة الجوع بتفرعاتها الثقيلة؟ و عندها لن تنفع “الترقيعات” والتدخلات إن حصلت .. !!