_أزّيكو يا هندسة.. عاملين إيه.. يا رب تكونوا بخير) خطرت في بالي هذه العبارة اللطيفة, إذ مررنا أول البارحة بـ(اليوم الوطني للمهندسين السوريين) والذي لا يعرف الكثيرون عنه أو سيستغربون وجود عيد كهذا من أصله في زحمة الأعياد الشكلية التي (تُقرقِع وتُجلجل) مثل حبات الباذنجان المجففة على حبل المونة.
ولأنّ للطبيعة أسرارها وللكون حكمته الخاصة في تسيير شؤون حياتنا نحن البشر (مَنْ نحسَبُ أننا أجرامٌ صغيرة وفينا انطوى الكونُ الأكبر)، ولإعجابي وتفكيري الدائمين بهذه المقولة؛ تصيبني دهشةٌ ممزوجةٌ بالغضب كلما سمعت خبراً عن علماء فيزياء أو أطبّاء أو مهندسين عالميين ابتدعوا اختراعاتٍ تفوق قدرة العقل العادي على تصوّر إمكانية وجودها بعد أن كانت خيالاً علميّاً, فيما أشاهِدُ وأتابعُ كيف أننا لا نزال نعيدُ الأخطاءَ ذاتها والمشاريع الخدمية الناقصة نفسها منذ ثلاثين سنة حتى اللحظة ودليلي على ذلك ما كتبه زملائي الصحفيون الكبار قبلي وما نكتبه ونتابعه نحن اللاحقون.
كما أنني لا أميل إلى التعامل مع مهندسي المشاريع الحياتية أو واضعي الخطط التنفيذية الذين يتعاملون مع البشر كأرقام وأسهم ماليّة لمعرفة كم سيجنون من ورائها, بل أتعاطف مع نفسي ومع الناس عندما أمرّ يومياً بمشاريع خدمية يتركها خلفهم مهندسوها والمشرفون عليها من المتعهّدين ومساعديهم اللامبالين الذين كسروا قواعد الطبيعة وغوامض الفلك والمعادلات الهندسية فيتحفوننا بـ(مجارير صحّية) مفتوحة وزوايا أرصفة متآكلة وأعمدة كهرباء مقطوعة ومتروكة مثل: المشارط والسكاكين هنا وهناك.
لكن ولأنّ المهندسين اختصاصاتٌ وبعضهم مخلصٌ لدرجة التفاني والاستشهاد, سأهديهم هاتين النكتتين: (مرّةً وقعَ مهندسٌ مدنيٌّ في حفرةٍ من أعماله فانكسر فيه ضِلعان وزاوية… ومرّةً رغِبَ مهندسٌ كهربائي بمغازلة زوجته فقال لها: يا ترانزيستور قلبي ويا رافع جهد عمري… ويا أحلا كهربا في حياتي).