صوتك أمانة
أيام قليلة تفصلنا عن بدء استحقاق انتخابات مجلس الشعب .وما يمثله هذا الاستحقاق من أهمية كبيرة في تغيير المعادلة لمصلحة تحسين الواقع المعيشي والبحث عن حلول لمشكلات كثيرة وكبيرة طرأت مؤخراً لأسباب متعددة وكانت الحلول المقدمة لها قاصرة وانعكست سلباً بغير المرجو منها .
قد يكون البعض من المواطنين وصل إلى مرحلة اقتنع فيها بأن المشاركة في الانتخابات من عدمها سواء، وذلك بعد تجارب سابقة أثبتت فشلها وأفقدت الثقة بالكثير من الأعضاء الذين تم انتخابهم والذين قدموا برامج انتخابية مشجعة وجاذبة ولكن بقيت على الورق حين أداروا ظهورهم لمن منحهم صوته وثقته وهناك البعض -كي لا نقول الكثير- من الأعضاء قد خيبوا آمال منتخبيهم ولم يلاحظ لهم أي دور فعال يذكر وهذا بدوره ما جعل الثقة محدودة بدور المجلس وسلطته الرقابية .
وهنا نقول: إن كان أداء البعض سلبياً ولم يرَ المواطن أي دور فاعل لهم ولاسيما مع تمرير الكثير من القرارات التي كانت على تماس مباشر بحياة المواطن وأثرت بشكل سلبي ولكن ذلك لايلغي دور المجلس كمؤسسة قائمة بحد ذاتها وسلطة تشريعية لها دور رقابي على عمل الوزارات ولها صلاحيات التدخل والاعتراض على أي قرار من شأنه أن يمسّ بحياة المواطن وتقديم الحلول والبدائل المتاحة .كما لا يمكن ربط عمل تلك المؤسسة بأداء أو تقصير بعض الأشخاص ,فهناك البعض من أعضاء المجلس كانت لهم مواقف تشهد لهم وقد أشاروا في أكثر من مرة إلى مواطن الخلل والتقصير وكان للبعض أيضاً دور في استجواب بعض الوزراء حول أداء وزاراتهم واعترضوا على الكثير من قراراتها .
من هنا فإن المسؤولية مضاعفة على الناخب في الإدلاء بصوته لمن يستحقه و يربط القول بالفعل لا من يبقى في إطار التنظير مع ضرورة البعد عن الولاءات لفلان من الناس أو رهن علاقات شخصية أو صِلات قربى كانت للأسف قد أعطت في أدوار سابقة من عمل المجلس انعكاساً سلبياً وأوصلت البعض من محدودي الكفاءة إلى قبة المجلس ولدورات متتالية .لذلك فإن المسؤولية مشتركة وصوت كل مواطن أمانة يجب أن يعرف لمن يمنحه ,فالمرحلة صعبة ومهمة وتحتاج رجالها وهنا يكمن دور المواطن في إيصال الرجل المناسب إلى المكان المناسب بما ينعكس على معيشته وعلى مصلحة الوطن معاً ونبقى نعول على هؤلاء .