أقسمُ إنه في ظل هذا الواقع المعيشي وسيرورة يومياتنا كمواطن يشتري الكوسا والبندورة والبطاطا، ويستقلّ الميكرو باص للوصول الى الدوام، وينتظر آخر الشهر لنيل الراتب الذي سيدفعه فواتير ماء وكهرباء وقرطاسية للأولاد في الجامعة والمدارس إضافة إلى مصروف “التتن” والموبايل..وووو… نحتاج عبقريةً ونظريات علمية خارج احتماليات العلوم الاقتصادية ونظريات النسبية والرياضيات، وأزعم أن السياسة الاقتصادية لربّ الأسرة الموظف – المتناسبة ضرباً وليس طرداً- مع الراتب هي معادلة مستحيلة التحقيق إذا ما حاولنا حلّها بالقلم والورق، ويعجز أكبر اقتصادي في البلد والكرة الأرضية عن فك شيفرة استطاعته وقدراته في تأمين حاجات المسكن والمثابرة على ارتكاب الابتسام والضحك في حضرة فيلم أو مسرحية لدريد لحام أو عادل إمام، ولاسيما أن تفاصيل يومياته تحتمل التأطير تحت عنوان الكوميديا الملهاة التي تجعل من الخبير الاقتصادي يعلن بجرأة حساب استقالته ولفظ كل ما تعلمه في الجامعة ومراجع الكتب والأبحاث. في زحمة الحاجات والضرورات البعيدة كل البعد عن أيّ إكسسوارات و«فخفخة» وبريستيج قابع وسط غلاء أسعار وجريمة تجار ما عاد يكفيهم ولا يشبع جشع قناعاتهم القليل من الربح رأفةً بالعباد.. المضحك المبكي ليس في سعر «باكيت» المتة أو زيت دوار الشمس أو الثياب بل في أن يكون ثمن «الشحاطة» على البسطة يتجاوز الـ4000 ليرة، «بسطة» أي إنها ليست محلاً تجارياً يتحمل صاحبه تكاليف إيجار وضرائب ورسوم كهرباء.. وللحكومة جزيل الشكر لحالة حجر صحي أغلقت المطاعم والملاهي لفترة ستشمل العيد لتسند خاطر الموظف، وتقلّص من مصروف بات خارج طاقة الاحتمالات.
العيد ببهجته و«معموله» وحلوياته ومراجيحه باتت مصروفاته حملاً إضافياً ورقماً يسحب من العيد كلّ الألوان.
طوبى لكل من طابت له سكينة روحه وقنعَ بقليلٍ يسهم الى حد كبير في سند كتف «رب الأسرة» لتكون للعيد فرحته وبهجة حضوره بتقاسم الأفراح والشعور بكل من استطاع تحقيق إعجاز اقتصادي واستثنائي هذه الأيام.