«الأكلات الطيبة».. و«باص» بانياس..!

دخل صديقي متجهم الوجه مغتاظاً يندب ويشتم, يسكت قليلاً ثم يعاود الصياح والوعيد.. اعتقدت أنه كان في بانياس وشاهد باص البلدية الوحيد مركوناً بجانب البلدية, ويبدو أنه كان يمني نفسه بركوبه من المحطة الحرارية إلى الكراج وبذلك يوفر حوالي (700) ليرة أجرة التكسي حاولت إقناعه بتجاوز الموقف, شارحاً له أسباب عدم تشغيل الباص, وقد تكون هناك عوائق كثيرة رغم أن محافظ طرطوس وافق على تزويد البلدية بباص نقل داخلي وتم ذلك فعلاً منذ منتصف الشهر العاشر من العام الفائت يعني (مو محرزة) كلها على بعضها ثلاثة أشهر.. صحيح قد يحتاج تشغيله بطارية ودواليب جديدة وغيار زيت ومصافٍ, من يعلم قد يكون هناك من لا يريد له أن يعمل وقد تكون بلدية طرطوس تأخرت في إرسال الوثائق التي تخص وقود هذا الباص «كلو بيصير» يعني «شوية صبر» وأنا أبحث له عن أعذار ومبررات عسى أن يهدأ قليلاً.. فجأة صرخ في وجهي: يا أخي لا الباص ولا بانياس إن اشتغل الباص أم لم يشتغل.. قلت: إذاً لماذا كل هذا الصراخ والوعيد أليس من أجل باص بلدية بانياس..!!؟
قال: لا هل يعقل أن تكون هناك ندوات في المدارس لبيع التلاميذ أردأ أنواع «الأكلات الطيبة» بأسعار باهظة وفوق ذلك تبيعهم ألعاباً تافهة ورديئة وتعلم الأطفال العنف «مسدسات» مثلاً, وخلال الاستراحة يقومون بالتراشق بالماء من مسدسات بلاستيكية.. هل هذا دور الندوات وإلى من تذهب أرباحها, كيف لوزارة التربية أن تسمح بذلك؟ ولكونها في المدارس هل هي مراقبة صحياً, وهل هي مواد صالحة للاستهلاك؟ ألا يكفينا كل هذا العنف الذي يحاصرنا منذ تسع سنوات حتى ندخله إلى مدارسنا وندفع ثمنه مرة عنفاً وأخرى مالاً بأضعاف أسعاره؟
عاودت السؤال: يعني أنت لست منفعلاً بسبب عدم تشغيل باص بلدية بانياس؟
صاح بأعلى صوته يا أخي لا الباص ولا بانياس, نصبوا على ابني بـ 200 ليرة ثمن مسدس بلاستيك (يعمل على الطاقة النظيفة) المااااء, والعيب أن هذا النصب يمارس في مدارسنا!!؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار