الطَّيب والشَّرس والقبيح
«النتن ياهو» الذي يجوز إسقاط اسمه على كل شخوص الفيلم الإيطالي «الطيب والشرس والقبيح»، الذي عُرض عام 1966، حيث الطيّب في الفيلم قتل 11 شخصاً، متفوقاً على القبيح الذي قتل 6 أشخاص، بينما الشرس قتل 3 فقط.
هذا الفيلم استعان به «النتن ياهو» كمقدمة في أحد لقاءاته السابقة –ما قبل الانتخابات- مع مجموعات التحالف اليهود «إيباك» استعانة دلالية عن الكيان الصهيوني، وليحوِّر -بفجور مجرم- العنوان ويصير «الجيد والسيئ والجميل»، وسط تصفيق حار من أهل بيته وعصبته وداعميه، وهو يوصف الجيد بـأنه (جميع الأشياء الجيدة التي تقوم بها «إسرائيل» التي تجعل العالم مكاناً أفضل)، أما الجميل (فهو المكانة العسكرية والاقتصادية التي وصلت إليها إسرائيل)، لذلك كان الشكر من «النتن ياهو» واجباً لأمريكا، التي طوّرت أسلحتهم، وللكونغرس الأمريكي الراعي الأساس للإسرائيليين، الذي له دور كبير في رسم السياسة الخارجية الأمريكية، ولأنهم حريصون جيداً على الكيان الصهيوني، من خلال موافقتهم على كل «القرارات» اللاشرعية، ماداموا يريدون الترشّح مرة ثانية للكونغرس الأمريكي، ولرؤساء أمريكا أيضاً، جمهوريين وديمقراطيين، لأنهم كانوا دائماً الدرع الحصينة للكيان الصهيوني، بغضّهم الطرف عن 40 قراراً أممياً صدر ضد «إسرائيل»، والشكر أيضاً عن جعلها «جميلة» لتلك الشركات الكبرى «غوغل- مايكروسوفت- أمازون- فيسبوك- آبل..»، التي لها مراكز أبحاث في «إسرائيل»، ولاستخباراتها التي جعلتها حاضرة في مجالس عربية، حتى صار الأغلبية منهم يراها الحليف، ولا يرى فيها أيّ تهديد.
«الطيب والشرس والقبيح».. «النتن ياهو» فاز في انتخابات الأمس بتفوق حزب الليكود الذي يترأسه على منافسيه، برغم اتهامات الفساد الموجّهة ضدّه، بإعطائه الأفضلية ومنحه الحصانة من التحقيقات الجنائية، التي سيتم سنّ القوانين لدفنها، وتقديمه بسجل أبيض لقيادة «إسرائيل».
فما هي إنجازات المجرم التي جعلته يتقدم على رئيس الوزراء المؤسس لـ«إسرائيل»، ديفيد بن غوريون، الذي شغل منصب رئيس الوزراء مرتين مدة 14 عاماً:
– إعلان القدس «عاصمة» للكيان المحتل، إعلان صهيو-أمريكي يضرب عرض الحائط بالقوانين والمواثيق الدولية، لا بل تسييس المنظّمات الدولية لمصالح أمريكية وخدمة لـ«إسرائيل».
– الإعلان المزعوم عن «ضم» الجولان السوري المحتل لـ«إسرائيل»، فهو يعدّ موقعاً مهماً جغرافياً وسياسياً واجتماعياً للكيان الصهيوني (مياهه- جبهة محصنة ضد سورية- أمن المستوطنات).
– السياسة الناجعة لـ«النتن ياهو» في التطبيع مع الكثيرين من العرب من دون تقديم أثمان سياسية، بل صاروا ينتظرون مجرّد إشارة للمضي في مسار التطبيع الدبلوماسي وتصفية القضية الفلسطينية.
– «قانون القومية»، الخطاب العنصري ضد العرب.
– تمدّد المستوطنات، التي تعد السياسة الأولى لحزب الليكود، والمخالفة تماماً لاتفاقيات جنيف التي تحظر الاستيطان في الأراضي المحتلة.
«طيب وشرس وقبيح»
هنأه ترامب في اتصال هاتفي من طائرته، وهو الذي علق على خبر فوزه بأنه «مؤشر للسلام»!
وفي الحديث عن السلام عندما سُئل الـ«ـنتن ياهو» على القناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي: لماذا لا يضغط على ترامب الآن لدفعه للموافقة على تغيير وضع مستوطنات الضفة الغربية؟
رد الـ«نتن ياهو» قائلاً: انتظروا حتى الولاية المقبلة..!!
«الطيب والشرس والقبيح»، فيلم يحاكي واقع حال المجرمين الإسرائيليين بتناوب رؤسائه، لا بل أكثر من ذلك، فموسيقا الفيلم التصويرية الذي به ومنه استعرض الـ«نتن ياهو» عضلاته ليست إلا صدى حقيقياً لحضورهم اللاشرعي وسلوكياتهم الإجرامية التي توازي أصوات الضباع في موسيقا ذلك الفيلم.