توقعات بانخفاض أسعار البطاطا.. والبندورة على موعد مع الارتفاع مجدداً مع أول موجة برد
تشرين – عمار الصبح:
شهدت أسواق الخضار في محافظة درعا خلال الفترة الماضية ارتفاعات ملموسة في الأسعار، فرضتها حسابات نهاية الموسم لأغلبية الأصناف، فيما يمكن استثناء البندورة من هذه الموجة من الارتفاع، حيث سجّلت انخفاضاً غير متوقع في مثل هذه الفترة من العام.
ووفقاً لأسعار السوق الدارجة لا تزال أسعار البطاطا على ارتفاعها، إذ بلغ سعر كيلو البطاطا ذات القلع الجديد 6000 ليرة فيما وصل سعر المخزّنة إلى 4500 ليرة، في حين هبطت أسعار البندورة إلى حدود 2000 ليرة، مقارنة مع 4000 قبل شهر، كما ارتفعت أسعار الكوسا وصولاً إلى 6000 ليرة، والباذنجان 4500 والفاصولياء 6000 والخيار البلدي 7000 ليرة.
وأرجع عدد من المزارعين هذه الارتفاعات في معظم الأصناف إلى انخفاض الكميات المنتجة في الحقول المزروعة مع نهاية مواسمها، وبالتالي تضاؤل الوارد منها إلى الأسواق، وخصوصاً الكوسا والباذنجان والخيار، فيما تشهد الأسواق دخول أصناف من محاصيل الخضار الشتوية، كالملفوف والزهرة والسبانخ وغيرها، ما يقلّل حسب رأيهم من الطلب على الخضار الرئيسية.
وتوقع أحد المزارعين أن تشهد الأسواق خلال الفترة القادمة انخفاضاً في أسعار مادة البطاطا، بالتزامن مع إنتاج العروة الخريفية، والتي لا تغطي كامل الاحتياج كما يشير، لكنها ستسهم في زيادة الكميات الواردة وانخفاض الأسعار مقارنة مع تلك التي سجلتها قبل فترة، حيث وصلت إلى أكثر من 6000 ليرة للنوع الجيد.
واحتفظت البندورة بنوع من “الخصوصية” هذا الموسم، فعلى خلاف المتوقع، تراجعت أسعارها إلى حدود مقبولة نوعاً ما، وذلك على عكس ما كان يحدث في مواسم سابقة.
وأوضح أحد تجار سوق الهال في مدينة الصنمين، أن السبب الرئيسي لاستقرار أسعار البندورة حتى الآن على الأقل، هو تحسُّن إنتاج الحقول المزروعة بالمحصول للعروة التكثيفية “التشرينية”، مدعوماً – أي الإنتاج – باستمرار الأجواء الدافئة التي سيطرت طيلة الفترة الماضية، وذلك ساهم في إطالة عمر الشتول وتواصل إنتاجها، ما سمح بتدفق المادة إلى الأسواق بوتيرة جيدة، وربما بكميات أكبر من تلك التي كان يجري تسويقها في مواسم سابقة لمثل هذه الفترة.
وأعرب التاجر عن خشيته من عدم استمرار هذه الحالة طويلاً، فمع حلول موسم الأمطار والبرد، يبدأ الإنتاج بالتراجع، وستعود الأسعار إلى مستواها القياسي، لافتاً إلى أن الأمر سيكون رهناً بالكميات المنتجة من البندورة المحمية الساحلية التي اقترب موعد قطافها.
ووفقاً للتقديرات تبلغ الكميات المقدّر إنتاجها من البطاطا للعروة الخريفية 29 ألف طن، وهي كميات تبقى متواضعة إذا ما قيست بإنتاج العروة الرئيسية “الربيعية” المقدّر بأكثر من 100 ألف طن، ما قد يخفّض من سقف التوقعات المتفائلة بانخفاض ملموس لأسعار المادة في الأسواق، حسب رأي البعض.
مدير الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة المهندس وائل الأحمد، أوضح أن المساحة المزروعة بالبطاطا الخريفية خلال الموسم الزراعي الحالي، وصلت إلى 1550 هكتاراً، بزيادة نحو 710 هكتارات عن المساحة المخططة البالغة 840 هكتاراً.
وبالنسبة للبندورة التكثيفية، فقد تجاوزت المساحة المزروعة بالمحصول خلال الموسم الحالي 1000 هكتار، متجاوزة الخطة المقررة والبالغة 900 هكتار.
ويقدر إنتاج الهكتار الواحد- حسب الأحمد- بنحو 70 طناً، ليصل الإنتاج الإجمالي المتوقع هذا الموسم على مستوى المحافظة إلى نحو 73500 طن.