تعزيز دور المجالس المحلية

ناقش المجلس الأعلى للإدارة المحلية مؤخراً تعزيز دور المجالس المحلية في التنمية الريفية، وإطلاق مشروعات تحقق الاستثمار الأفضل لمقومات كل منطقة ووحدة إدارية، من النواحي الزراعية والصناعية والحرفية والسياحية، وتنشيط المشروعات متناهية الصغر والصغيرة، بما يساهم في زيادة الإنتاج والإنتاجية، وتأمين المزيد من فرص العمل، وتحقيق مصادر دخل مستدامة، ولاسيما لأبناء المناطق الريفية.
الملاحظ وعلى مدار سنوات عدة، ورغم المزايا التي منحت للوحدات الإدارية، لا تزال الشكوى العامة لدى الكثير من المواطنين، لجهة الخدمات التي تقدم من قبل تلك المجالس المحلية وضعفها، والتي لا ترتقي إلى مستوى الطموح، في تحسين الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين، مع أنها نشطت مؤخراً بشكل لافت في الجباية المالية، على صعيد التكليف الضريبي على الصعد كافة.
صحيح أن التشاركية بين فعاليات المجتمع الأهلي والجهات الحكومية نجحت في أكثر من مكان، وفي العديد من المحافظات لتقديم صورة إيجابية لهذا التعاون المثمر، والذي حقق الفائدة للعديد من الأطراف، لكن هذا لا ينفي حالة الشكوى العامة من ضعف أداء معظم تلك المجالس، لا بل إن بعضها يعشش فيها الفساد، وهو ما دعا مجلس الوزراء لدراسة اقتراح مشروع صك تشريعي، يقضي بإعادة الانتخابات في بعض الوحدات الإدارية، تنفيذاً للأحكام القضائية المكتسبة الدرجة القطعية، على أمل أن يصوب ذلك مسيرة عمل تلك المجالس، وخاصة تلك التي أشير لها على صعيد الأخطاء التي حصلت في عملية انتخابها منذ فترة ليست بقصيرة من الزمن.
فالإدارة المحلية هي صلة الوصل بين الجهات الحكومية والمواطنين، ولذلك يفترض من الجهات المعنية القيام بالجولات الميدانية المستمرة للاطلاع على واقع تلك الخدمات، ومعالجة حالة القصور في عملها أينما حدث ذلك، ومحاسبة المتقاعسين والمقصرين في أعمالهم، والعمل على تنفيذ الخطة الزراعية من خلال تأمين مستلزماتها من البذار والسماد والمحروقات.
ولا بد من العمل أيضاً على تفعيل عمل اللجان المشتركة الخاصة بمراقبة واقع الأسواق وضبط الأسعار وتفعيل القرار الخاص بأسواق الهال، نظراً للتباين الواضح في الأسعار، والفروقات الكبيرة الملاحظة في الأسواق والمحال التجارية، في ظل غياب الرقابة عن المتابعة لذلك.
وتبقى مسألة النقل الداخلي المشكلة الكبرى التي يعاني منها المواطنون والطلبة في التنقلات إلى الجامعات وأماكن العمل، وتتطلب توزيع وسائل النقل الداخلي على الخطوط، بما يتوافق مع حاجة تلك الخطوط، فهل نفعل ذلك؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار