بعد استحالة تشغيل معمل السكر… وخسارات متتالية لمزارعي الشوندر السكري.. الاتجاه نحو زراعات بديلة عنه 

تشرين- ميليا اسبر :

اعتمدت زراعة الشوندر السكري هذا العام على نظام الزراعة التعاقدية، حيث تمّ التعاقد من قِبل معمل سكر تل سلحب مع المزارعين على زراعة ١٣٩٢ هكتاراً في مجال الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، بالإضافة لمساحة صغيرة نسبياً مع مديرية زراعة حماة، إلّا أنّ التكاليف المرتفعة للمحصول أدّت إلى عزوف عدد من المزارعين عن الزراعة، وخاصة أنّه لم يتم تزويدهم بالأسمدة من المصارف الزراعية، ولم يتم تخصيصهم بمخصصات من المازوت الزراعي لتجهيز الأرض، وتالياً لم يتمكنوا من الزراعة، حسب تصريح مدير الهيئة العامة لإدارة مشروع تطوير الغاب، المهندس أوفى وسوف لــ”تشرين”

وبيّن وسوف أنّ المساحة المزروعة خلال الموسم من محصول الشوندر السكري بلغت ٨٧٥ هكتاراً ، منها ٧٧٢ هكتاراً زُرِعَت في موعدها المناسب من ١٥ /١٠ ولغاية ١٥ / ١١ / ٢٠٢٢ و بقية المساحة زُرِعَت بعد الموعد المناسب، الأمر الذي أدى إلى تضرّرها بشكل كبير نتيجة الظروف الجوّية التي مرّت بها المنطقة، كالغمر بمياه الأمطار الغزيرة وغيرها من العوامل الجوية، ما اضطر بعض الفلاحين إلى تغيير جزء من هذه المساحات المتضررة، واستبدالها بزراعة محاصيل أخرى، وبذلك بقي إجمالي المساحة المزروعة بمحصول الشوندر السكري بشكل سليم ٨٣١ هكتاراً، لافتاً إلى أنّ إجمالي تقديرات الإنتاج الأولية لهذه المساحة، وصلت إلى حوالي ٣٣٢٤٠ طناً.

وأوضح وسوف أنّ اللجنة الاقتصادية وافقت على إيقاف تشغيل معمل سكر تل سلحب عن إنتاج السكر خلال الموسم ٢٠٢٣، وهناك استحالة بتشغيل الشركة؛ بسبب الزلزال وصعوبة استلام محصول الشوندر من الفلاحين، والذي تقدر كميته بحوالي ٣٦٨٨٥ طناً ( إنتاج الغاب – ومديرية زراعة حماة) وأنّ الشركة أمام خيارين: الأول تسليم المادة رطبة، لكونه لا يمكن تجفيفها بالمعمل، إلى مؤسسة الأعلاف، التي بيّنت بدورها أيضاً عدم قدرتها على تجفيف المادة الناتجة عن فرم المحصول .

الثاني: التخلص منها لكونه لا يمكن تجفيفها وتخزينها وستتعرض للتلف.

وأكدّ وسوف أنّه استناداً إلى توصيات اللجنة الاقتصادية بجلستها ٢٤ تاريخ ٢٢ / ٦/ ٢٠٢٣، تمت إعادة الموضوع إلى وزارة الصناعة لفتح باب الجوازية في استلام محصول الشوندر السكري لهذا لموسم للعام ٢٠٢٣ في حال رغبة الفلاحين بذلك، وعليه تمّ توجيه جميع الأقسام الحقلية والوحدات الإرشادية في مجال الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، بالعمل على إعلام المزارعين بجوازية تسويق محصولهم من الشوندر السكري لهذا العام، عند رغبتهم بذلك وتقديم كافة التسهيلات لهم، ليتمكن مَن يرغب منهم بتسويق محصوله بشكل إفرادي إلى الأسواق وغيرها، تلافياً لخسارة الإنتاج.

وعن المحاصيل البديلة عن الشوندر السكري التي يمكن زراعتها، أشار وسوف إلى أنّه يوجد عدد من المحاصيل التي يمكن أن تُزرع، وتكون ذات إنتاجية جيدة ومردودية للمزارعين، وذات أهمية اقتصادية للبلد، مثل المحاصيل الطبية والعطرية والكمون واليانسون وحبة البركة، بالإضافة لمحصول البطاطا و محاصيل الخضار الأخرى، كالبصل والثوم والبقوليات العلفية كالجلبان وغيرها، وجميع هذه المحاصيل تتم زراعتها حالياً في مجال الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب وهي مطلوبة للسوق المحلية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار