هل انتفت حلولها..؟!
مشاهد يومية، من المعيب أنها تتكرر على مدار الساعة، إذ ينتظر الناس وسائط النقل تحت حرارة الشمس اللاهبة صيفاً و تحت المطر والبرد القارس شتاءً، عدا عن التأخير على أعمالهم وجامعاتهم وغيرها من الوجهات.
نعم باتت مشكلة النقل كأنها معضلة، استعصت على الحل، تلك المشكلة التي جرب المعنيون لحلّها أكثر من طريقة، كان آخرها تركيب الـ”جي بي إس”، ولكن حتى هذه على ما يبدو لم تفلح كثيراً، إذ احتال السائقون عليها بطريقة أو بأخرى للتهرّب من العمل .
الواقع قلة في وسائط النقل ومزاجية أصحابها-إن وجدت- في العمل أو عدمه.
من يتوجه اليوم إلى أي نقطة رئيسة لتجمع وسائط النقل، وعلى سبيل المثال لا الحصر منطقة جسر الرئيس، ولاسيما بعد الظهر، يجد الناس بالمئات يتجمعون بانتظار وسيلة تقلّهم إلى بيوتهم ويستمر الانتظار، وحين تلوح من بعيد تراهم يتدافعون ويتعاركون للفوز بمقعد فيها، لا فرق بين كبير في السن أو امرأة ولا اعتبارات لأي قيم، وفي النهاية ربما يرفض السائق نقلهم، وإذا وافق فإنه يفرض الأجور التي يريدها، وطبعاً هم مضطرون .
والسؤال: ترى أين المراقبة والمتابعة التي كان يعوّل عليها عند تركيب الـ”جي بي إس”، وأين المعنيون من مراقبة الخطوط وتنظيم عملية النقل ؟
على ما يبدو أن السائقين لم تعد ترهبهم العقوبات-إن وجدت – أو إن بعضهم ربما ضَمِن عدم مخالفته، لذلك يتصرفون كما يحلو لهم وبمزاجيتهم، أما المواطنون فلم يبقَ لهم إلّا الترجّي من هذا السائق أو ذاك لكي يوافق على تحريك عجلات آليته وبالأجرة التي يريد، مادام تكرّم عليهم ووافق على متابعة ما يفترض أنه عمله وواجبه أو أن يبقوا في منازلهم وتتعطّل أعمالهم .
ترى أَلَم يحن الوقت فعلاً لإيجاد حلٍّ لتلك المشكلة “العويصة”، أم سيبقى المواطنون وحدهم من يدفعون الثمن من جيوبهم ومن صحتهم ووقتهم، ويبقى التحكّم برقابهم من بعض من فقدوا إنسانيتهم ولم تعد تعنيهم أي اعتبارات؟!