أين البيئة من الإدارة المحلية؟!

ونحن على أعتاب مرحلة الإعمار، ما نزال نسأل عن تقييم آثار الحرب على سورية وتحديداً من الناحيتين الصحية والبيئية، وأين نحن من ربط البيئة بالمجتمع في ظل غياب دور الفعاليات الاقتصادية والصناعية في حماية بيئة عانت طوال سنوات الحرب من تخريب وتدمير؟!
لأعوام كثيرة أصيب المواطن في صحته نتيجة انتشار الأوبئة وعودة أمراض كنا قد نسيناها منذ زمن، يضاف إليها تزايد السرطانات والأمراض التنفسية وحتى اللاشمانيا، وكل ذلك وسط تعتيم وتوعية مفقودة، وعدم المتابعة لحالات عديدة من تلوث للمياه والتربة بالمياه العادمة، بينما تقرير حالة البيئة الذي لا نعلم مصيره حتى الآن لا يزال مجهولا وفي ظل وضع بيئي لا يبشر بالخير، وبالرغم من أن البيئة في وزارة الإدارة المحلية الحاضنة لها بالاسم فقط صارت من المنسيات!!
حالة من السبات وتهميش للمشاريع البيئية هو عنوان المرحلة، وجميعنا يعلم أن واقعنا البيئي وصل حد الخطر، ومع ذلك لا نعلم ما هي الاستراتيجية البيئية التي يعتمدونها للخروج من مشاكل باتت مستعصية؟ والحقيقة التي يجب أن تقال إن جميع الوزارات يجب أن تكون مهمتها حماية البيئة ولكن يبدو أنها ليست من صلب اهتمام أي وزارة!!
باختصار.. سياسة النأي بالنفس عن بيئة الوطن ليس له أي مسوغ، خاصة أن بمقدور كافة الوزارات دمج البعد البيئي في أي مشروع اقتصادي أو صناعي وحتى زراعي، فالتقاعس لم يعد مقبولاً، لأن التحديات البيئية صارت أكبر، ولأن حجم الأضرار نتيجة الاعتداءات لا يزال مخفياً، وهذا يتطلب البحث جدياً وبالأرقام عن حجم الدمار الحاصل، وطبعاً ليس من خلال ندوات ضمن قاعات مغلقة لا يستفيد منها سوى جماعة البيئة ضمن وزاراتهم ومديرياتهم!!
اليوم نحن بحاجة لقاعدة بيانات موثقة بالأرقام والإحصاءات، وبحاجة أكثر لمشاركة الوزارات والمنظمات والجمعيات البيئية لإقرار سياسة بيئية قائمة على منهجية مشتركة، هدفها الأسمى بيئة الوطن وطبيعته وصولاً لسلامة صحة الإنسان والارتقاء بسبل معيشته وحياته، وهذا لن يكون بإعداد تقرير عن حالة البيئة تغيب عنه الأرقام والحلول، وكأنه لذر الرماد في العيون!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟