تطلعات الشعوب العربية
في المؤتمر الصحفي المشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية في ختام القمة العربية 32 في جدة، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، أن إعلان جدة الختامي تضمن عدداً من المبادرات التي من شأنها أن تسهم بدفع العمل العربي المشترك في المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وأبرزها مبادرة استدامة السلاسل لإيجاد السلع الغذائية الأساسية للدول العربية، لافتاً إلى أن الخطط القائمة على استثمار الموارد، ومعالجة التحديات قادرة على توطين التنمية، الأمر الذي يتطلب تعزيز التعاون العربي، وترسيخ التضامن لتحقيق طموحات وتطلعات الشعوب العربية.
فلنعد يا أبناء وطننا العربي إلى الزراعة لأنها الأمل، وفيها الحلول للعديد من مشكلاتنا، كي لا نترك لقوى البغي والعدوان أن تمارس ما اعتادت عليه في محاربتنا بلقمة العيش، فأرضنا معطاءة وخيرة وتجود فيها مختلف الزراعات، ولدينا المقومات المؤهلة لتأمين احتياجات شعوبنا، فالسودان على سبيل المثال، ومنذ الصغر كنا ندرس أنها الخزان الغذائي للوطن العربي، ومن خلال التكامل العربي المشترك في هذا القطاع، سنوفر لشعوبنا كل احتياجاتها، وتالياً نحقق الأمن الغذائي في ضوء التحديات المختلفة التي تعصف بالمنطقة، وخاصة مع التغيرات المناخية، وهي دعوة للباحثين العرب في هذا المجال، لمزيد من الاجتهاد بالتعاون مع مراكز البحوث المختصة والمنظمات المعنية، لتجاوز تلك المشكلات، لتحقيق الوفورات المناسبة، وزيادة المردود من وحدات المساحة بما يناسب كل منطقة على حدة.
إن تجربة موريتانيا الماثلة أمامنا في زراعة النخيل، خير مثال على ما يمكن أن تجود به الطبيعة إن أحسنا التعامل معها بالشكل الأمثل، وتشير التقديرات الأولية إلى أنه من خلال زراعة 150 مليون نخلة ستدر عليها 12 مليار دولار، وتؤمن فرص عمل لنحو 500 ألف من المهن الزراعية والتصنيعية الغذائية، عدا عن مساهمتها في ضوء الارتفاعات الكبيرة في درجات الحرارة جراء التغيرات المناخية، في خفض درجة الحرارة بنحو 7 درجات مئوية، وتالياً إمكانية الاستفادة من زراعة أشجار الفاكهة والحمضيات تحت ظلال أشجار النخيل، وبأعداد كبيرة.
ولنحرص على استثمار مواردنا الطبيعة، ونشجع مزارعينا وفلاحينا على استمرار العمل، من خلال تأمين مقومات نجاحهم، لأن ذلك سينعكس على أمننا الغذائي، ونحن أحوج ما نكون لذلك في ظل التحديات العالمية الكبيرة التي تواجه دول المنطقة.