البرلمانيّون العرب: لابدّ للعروبة من دمشق

‏لم ينتظر السوريون الزلزال ليتحسسوا أن روح سيادتهم في وطنهم تتمثل بـ (وحدتهم الوطنية وعروبتهم النابضة) من هنا جاءت صياغة معنى الاستراتيجية السورية منذ سنتين بـ (المضي قدماً).. استناداً إلى السيادة الكاملة، إذ إن الفيزيولوجيا التاريخية الحضارية السورية تقوم دائماً على (المضي قدماً) بما يتجاوز الحروب والأزمات والإعاقات. هذه الفيزيولوجيا التاريخية الحضارية هي ما أبقى سورية وجعلها (أقدم وطن مأهول بالحضارة المتفاعلة) وهي نفسها الفيزيولوجيا التي تُحرك السوريين اليوم ليتجاوزوا الحرب الإرهابية و مؤامرات التقسيم و أمراض التعصب وعوارض التسلط والفساد والفشل والمضي قدماً في إعادة العمران واستعادة الدور الحضاري الإنساني على أساس العروبة الحضارية النابضة فيها والمنعشة لفعالياتها وقوتها.
‏منذ يومين قرر البرلمانيون العرب في اجتماعهم أنه (لابدّ للعروبة من دمشق) وتوجهوا إليها فوراً. وقبل أيام قال وزير الخارجية السعودية إن (هناك إجماعاً عربياً يتشكل بضرورة الحوار مع الحكومة السورية) وقامت الإمارات والبحرين وعمان والجزائر والأردن ومصر بالتواصل وعلى أعلى المستويات مع سورية، وأرسلت مساعداتها لإغاثة المتضررين من الزلزال، وهكذا يؤكد الإحساس السوري العام بأن الشعوب العربية لم تتخل لحظة عن سورية، كما يؤكد الفطرة السورية المعتمدة على حقيقة وضرورة المضي قدماً مع الإخوة العرب في امتداد لإخوة الوحدة الوطنية السورية. وكما أن الوحدة الوطنية روح السيادة السورية، فإن العروبة والأخوة العربية نبض في هذه الروح. وهذا ما يجعل التلاقي العربي مع سورية شكلاً من أشكال إنعاش التعاون العربي وتجاوز كل خلاف بين دولهم، خاصة أن ضرورات الأمن القومي العربي والاستقرار الجيو- سياسي للعرب يحتم عليهم التنسيق والتعاون والتفاعل في مواجهة المخاطر التي تهددهم وفي الاستجابة للكوارث والزلازل.
‏إذا كانت الدول العربية وجدت أو عادت إلى حقيقة أنه (لابد للعروبة من دمشق) فإن سورية مؤمنة على الدوام بأن العروبة هي نبض روح وحدتها الوطنية التي تبقي سيادتها قوية و فاعلة ومؤثرة. وما هدف سورية من (المضي قدماً) مع الدول العربية إلا لتحقيق المصالح العربية، وتحفيز الدور العربي في المنطقة، وحفظ سيادة واستقلال كل دولة عربية، والدفاع عن الحقوق العربية في وجه كل غاصب أو طامع أو محاول الهيمنة والسيطرة، لذلك كان البرلمانيون العرب ‏واعين جداً عندما قابلوا الفيزيولوجيا السورية التي تقول إنه (لابد لسورية من العروبة والعرب) بتأكيد ضرورة سورية للعرب بإعلانهم (لابد للعروبة من دمشق).

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟