هذا واقعنا
الخسارات الكبيرة والصريحة لكرة السلة السورية خلال مشاركاتها الأخيرة في بطولتي أندية غرب آسيا ودورة دبي الدولية تكشف الواقع الحقيقي لسلتنا، والأغرب أنهأ كشفت تفاوت مستوى القوة بين فرقنا والفرق التي لعبنا معها.
ففريقا أهلي حلب والكرامة خلال مشاركتهما في دورة غرب آسيا جاءت نتائجهما في الجولات الأربع صادمة وكارثية، وكذلك فريق الوحدة الذي شارك في دورة دبي الدولية تعرض لخسارات كبيرة وغير متوقعة.
ونحن نرى أن المشكلة ليست في تلك الخسارات ، وإنما في الظروف الصعبة والبائسة التي تعيشها حالياً رياضتنا في ظل الوضع الاقتصادي المرير وانعدام أغلب الخدمات الأساسية ونقص الوقود، ما أثّر سلباً على المستوى النفسي والرياضي، وهناك من يقارن بين حالة سلتنا والسلة اللبنانية بأن ظروفهم تشبه ظروفنا، ومع هذا لم تتأثر السلة اللبنانية بأي شكل من الأشكال، وهنا تبدو المقارنة غير منطقية وغير متوازنة لأن الأندية اللبنانية أهلية وغير مرتبطة بآلية مؤسساتية عندهم، بينما عندنا تحتاج الأندية لمعاملات وكتب وتواقيع كثيرة من أجل الموافقة على ليتر وقود من أجل المشاركة والسفر إلى أي مكان للعب المباراة، وهنا لانضع اللوم على أنديتنا، فالداعمون لرياضاتنا يصرحون بأنهم يعانون الأمرّين كي تبقى الرياضة بين الأحياء، ولايمكن إيقاف النشاط الرياضي أبداً، فهناك عائلات كثيرة دخلها المادي من الرياضة لكن الغريب في الأمر عندما يتحدث مسؤول عن أنه يسعى للتحديث والتطوير الرياضي وهنا يجب التحدث بشفافية وضمن المنطق والمعقول واقتران القول بالفعل وعدم المبالغة في التصريحات الرنانة التي تشبه الكتابة على الجليد وتنتهي مع نهاية التصريح، ويجب العمل والسعي لتبقى رياضتنا على قيد الحياة حتى تنجلي الغمامة السوداء عن بلدنا الحبيب.