لا أدري لِمَ تسيطر على مخيلتي صورةُ اللص بطريقة طفولية، أستحضره بهيئة رجلٍ قصير القامة و«مربوع» يمشي الهوينى، ويلتفت شمالاً ويميناً، يرتدي ثياباً سوداء وقناعاً يخفي ملامح وجهه وعينيه.
ربما من تأثير الكرتون ورسومه على الذاكرة، وتسالي الجرائد القديمة وفقرة الفروقات السبعة لمساعدة الشرطي في القبض على كاريكاتير اللص.
صورة، من الأفضل لأكسدة رئتينا وضغط شرياننا أن تبقى كذلك، وممكن أن نضيف عليها قضباناً حديدية لزوم الأكشن في اللاوعي وإرضاء الضمير.
والمضحك أن عناوين من قبيل: «أغبى ٦ سرقات في العالم وعمليات السرقة الأكثر عبقرية في التاريخ وأخرى الأخطر عالمياً..».
ما عادت العناوين الأكثر تداولاً في شريط متابعتنا الخبرية الإلكترونية على التلغرام والفيسبوك ولا حتى أحاديثنا الصباحية، وسرقة الأوراق النقدية والمشغولات الذهبية، وفكرة ما خفّ وزنه وغلا ثمنه، ما عادت تنفع مع موضة لصوص اليوم الذين سرقوا الأخضر واليابس وكل شيء جديد وقديم.. وربما كانوا تلاميذ في مدرسة «جيمي برسلين» وأولى قواعده تقول: «في السرقة ليس هناك شيء لا يستحق السرقة».
لذلك، كابلات الكهرباء، ونحاس الأشرطة لن تسلم من خفة يد السارق، وقلنا «بيصير نحاس وحقه فيه»، لكن أن تصل المسروقات لقطاع الصرف الصحي الفقير نسبياً إذا ما قيس بوزارة الكهرباء، فهذا والله هوالخبر العجيب..!!
و«الله يجيرنا» اذا ما استمرت عصابة وحرامية المجاري في سرقة أغطية المصافي المطرية، وتركها لمعالجات البلدية التي تكتفي بوضع الحجارة إلى جانب المصافي من دون وضع أي إشارات تنبيهية.
والكلام هنا، ليس من تبعات الخيال الطفولي ولاالذاكرة المثقلة بالروايات، وإنما هو خبر في «موقع الجماهير» عزا في شكواه المعنيون سبب السرقة وخاصة بعد عملية التعزيل المطري لسهولة انتزاعها، إلى قيمة الحديد الذي يبلغ وزنه٤٠-٥٠ كغ وثمن الكيلو الواحد بـ«الطوناج» ٨٠٠٠ ليرة سورية.
ونحن اليوم، ننتظرإجراءات المعالجة التي ستكون استبدال الأغطية الحديد بأخرى مصنّعة من مادة البلاستيك، ويمكن.. يمكن أن يجعلوها بيتوناً حسب التيسير.
وإلى يومها، وإلى ساعة التنفيذ، «الله يجيرنا» من تبعات سرقات المجارير التي لن تكون رائحتها،هي همّنا الرئيس.
وصال سلوم
71 المشاركات