ألم الفراق والإهمال
تشرين- أيمن فلحوط:
تركت حادثة وفاة المهندسة ندى داود(25 عاماً) غرقاً في حفرة للصرف الصحي، بالقرب من دوار الشبيبة في مدينة اللاذقية، أثراً كبيراً في نفوس السوريين، وغصة في القلوب التي أدمتها الفاجعة، نتيجة الإهمال والتقصير في وضع الحلول للهطلات المطرية الغزيرة التي شهدتها المدينة، ما أدى إلى تشكل السيول وغرق الشوارع، في حين تم إنقاذ والدتها، لكن المحاولات للبحث عن ندى أخفقت بعد وصول فرق الإنقاذ إلى مكان الحادث.
أعادت حادثة السيول إلى الأذهان ما كان بعض المعنيين يحاولون في فترات سابقة تحميل الغيث المسؤولية المباشرة، “لأن المطر كان كثيفاً وغزيراً” ، واضعين الشماعة عليه، متناسين تقاعسهم في الاستعداد، قبل أن يجود الغيث ببركاته المنتظرة من الجميع للمزارعين وعامة الناس، لأن في المياه حياة، ولكن ليس الحياة التي كانت تنتظرها المهندسة ندى، من جراء الإهمال والتقصير، وعدم المبالاة من الجهات المعنية في المعالجة.
إن حادثة الغرق لا تعفي أيا من المعنيين، وخاصة من ترك تلك “الفتحة ” من دون أي وسائل تحذيرية تمنع الاقتراب منها، سواء كانت بلدية أم متعهدا أو جهة منوطا بها العمل للمعالجة، والمسؤولية الجزائية هنا وفقاً للمادة 550 ، كما نص عليها قانون العقوبات السوري، تتطلب العقوبة على النحو التالي:” من سبب موت أحد عن إهمال أو قلة احتراز أو عدم مراعاة القوانين والأنظمة عوقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات”، عدا التعويضات الأخرى لورثة الراحلة في حال الادعاء الشخصي.
اللافت في صيف هذا العام أن المحافظة حظيت بزيارات عديدة، ولوفود وقفت على احتياجات المحافظة على أكثر من صعيد، ونعتقد أن موسم الصيف المشرق والمفيد، خاصة على شواطئها الجميلة، قد تناوله الزائرون من حيث الاستعداد لموسم الشتاء، والخطوات المطلوبة لتحقيق ذلك، بدلاً من الندم واللطم في يوم لم يعد ينفع معه ذلك، أمام فجاعة الحادثة، والأسرة المكلومة التي فقدت شابة في ريعان شبابها، فأي حسرة نتيجة الإهمال، ولماذا لا نفطن لموسم الأمطار إلا بعد قدومه، ونترك كل شي على التوكل بانتظار الفرج الرباني.
من حق الأهل والمجتمع المطالبة بمحاسبة المقصرين، ليكونوا عبرة لغيرهم، وتفادياً لأي حوادث قبل وقوعها مستقبلاً، فهل نفعل ونعمل على تحقيق ذلك؟