إذا تتبعنا عمل معظم جهاتنا العامة خلال السنوات الماضية، (وفي السنتين الماضيتين على وجه الخصوص)، فنجد أن القاسم المشترك بين أغلبها هو عدم القدرة على تحقيق الوعود والخطط المعلنة، والتفنن في إيجاد المبررات لفشلها في تنفيذ ما أعلن خلال الجولات التفقدية والمؤتمرات التخصصية، “التي ينفق عليها الكثير”.
وعود الغلة الزراعية وزيادة الإنتاج من المحاصيل الاستراتيجية قطعت، وجعلتنا نعيش في أحلام وردية، وفي موسم الحصاد بدأنا نجني التفسيرات عن عدم القدرة على الوصول حتى إلى نصف المعلن.
تبشير المواطنين بتوفير مازوت التدفئة بكمية ٥٠ ليتراً للعائلة قبل نهاية العام، لم يتحقق منه إلا نسبة ضئيلة ، والأمر المؤكد أن التحضيرات جارية لتبرير التأخر في تسليم مخصصات التدفئة قبل انتهاء الشهر القادم، مع عدم نسيان الغاز المنزلي الذي لم تنقص فترات تسليمه.
الكهرباء ، التي نقلت معداتها إلى معظم المحافظات والمناطق بما يمكن تشبيهه ب”زفات” الأعراس، وأعيد تأهيل محطات حلب واللاذقية في احتفاليات كبرى، فقدت مع أول نسمة رياح غربية، والمؤكد أن عناصر وزارة الكهرباء مستنفرون الآن لوضع الحق على نقص التوريدات والضغط على الشبكة.
معظم المحافظات أعلنت عن جهوزيتها لاستقبال موسم الخير، وقامت بتعزيل قنوات التصريف، في حملات شارك فيها أعلى المستويات، إلا أن النتائج كانت كارثية مع أولى قطرات الغيث، والبحث جار الآن عمن تسبب في المصائب!.
أمثلة كثيرة يمكن طرحها في هذا الصدد لكل وزارة أو جهة عامة “بلعت” تصريحاتها، وحملت الظروف والأزمة وأمورا أخرى (لا ناقة لها ولا جمل) أسباب عدم تنفيذ الوعود إن لم نقل الفشل.
وهذا ما يمكننا تفسيره بأن الغائب المشترك بين جهاتنا العامة، هو انعدام التخطيط السليم، المبني على الواقع من أرقام وإمكانيات، وعدم ممارسة أصول تتبع التنفيذ؛ والاعتماد على مبدأ مرونة الخطة، وإجراء الحلول الإسعافية في الوقت المناسب لإعادة الأمور إلى مسارها عند حصول أي طارئ، كما أن محاسبة المقصرين، الذين أغرقونا بتفاؤلهم وعندما بان المرج فضحت عدم واقعيتهم، لم تحصل، وهذا دافع لهم للاستمرار في نهجهم الاعتباطي في وضع الخطط الخلبية!.
لهذا من الواجب محاسبة كل من وضع خططا ولم ينجح في تنفيذها، وأطلق الوعود ولم يحققها، أو أن نؤسس في جهاتنا العامة مديرية نسميها مديرية التبرير .. والتبييض!.
باسم المحمد
70 المشاركات